غارات مكثفة في سوريا.. طائرات من 3 دول تلاحق أهدافا مختلفة
الحرة
Thursday, April 21, 2022
شنت كل من تركيا وإسرائيل وروسيا غارات على مناطق في سوريا في الأيام الأخيرة، ما يؤكد، بحسب صحيفة الغارديان أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمان لا تزال صراعا قابلا للتصعيد على ثلاث جبهات على الأقل.
وتقول الصحيفة إن الأيام القليلة الماضية كانت أكثر إرهاقا من أي وقت مضى بالنسبة لمراقبي الطائرات حيث عبرت القوات الجوية لثلاث دول السماء السورية وقصفت أهدافا من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى صحاري الشرق في أكثر الغارات الجوية شمولا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وبدأ القصف في وقت مبكر، السبت، عندما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مواقع متعددة على طول الساحل السوري وقلب سوريا.
وسمع دوي انفجارات في اللاذقية وكذلك في مدينتي حماة وحمص حيث أعادت قوات النظام تأسيس معاقلها بدعم روسي وإيراني بعد 11 عاما من الحرب.
وذكر مسؤولون سوريون أن أربعة جنود على الأقل قتلوا في أحدث سلسلة من الضربات الإسرائيلية ضد أهداف مرتبطة بإيران يعتقد على نطاق واسع أنها شملت مكونات لأسلحة متطورة متجهة إلى حزب الله في لبنان، وفقا للصحيفة.
وتلت ذلك غارات جوية تركية، الأحد، استهدفت مواقع كردية في شمال شرق سوريا قبل تحذيرات من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من اندفاع بري آخر نحو المناطق الكردية التي خصصتها حكومته كأماكن إقامة جديدة لما يصل إلى مليون لاجئ عربي تخشى المنظمات غير الحكومية من مواجهتهم المنفى الوشيك.
وبعد ساعات من تصريحاته، أطلق مسلحون أكراد صواريخ عبر الحدود، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 10 آخرين في بلدة حدودية تركية.
وحلقت الطائرات الروسية القليلة المتبقية في سوريا في السماء في وقت لاحق، الأحد، وفي وقت مبكر من صباح الاثنين وقصفت مناطق ريفية في إدلب قرب الحدود التركية ومواقع مدنية قرب مخيمين للاجئين.
وهاجمت الطائرات الروسية مرارا جماعات متشددة في مناطق خارج سيطرة دمشق زاعمة أنها تدعم المتشددين. ومع ذلك، أصابت الهجمات في الغالب أهدافا مدنية، وفقا للغارديان.
ويقول السكان للصحيفة إن باستطاعتهم تمييز الطائرات الروسية والسورية الأقدم من خلال هدير محركاتها.
وتنقل عن أحدهم، مصطفى شبندة، وهو سوري نازح داخليا في محافظة إدلب قوله إن "الطائرات التركية مختلفة، حي تظهر من أي مكان وتختفي بنفس السرعة. لكنهم لا يزعجوننا. إنهم يلاحقون الأكراد".
ويضيف شبندة "أما بالنسبة للإسرائيليين، فلم أسمعهم إلا بالقرب من حماة عندما هاجموا جيش بشار [الأسد] العام الماضي ".
وربطت أنقرة الهجمات بالانتقام لتفجير في اسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص الأسبوع الماضي ألقي باللوم فيه على حزب العمال الكردستاني وهو جماعة متشددة.
وينظر إلى الضربات الجوية داخل المحافظة السورية على أنها مقدمة لغزو بري، قد يحاول ربط جرابلس التي تسيطر عليها تركيا على الحدود ببلدة تل أبيض.
وقد عززت التوغلات على مدى السنوات الثلاث الماضية بالفعل موطئ قدم تركي في المنطقة، مما حقق جزئيا هدف أنقرة المتمثل في إجبار الأكراد على الابتعاد عن الحدود.
وينظر المسؤولون الأتراك منذ فترة طويلة إلى وجود حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا على أنه حاضنة لتمرد استمر أربعة عقود وحرب مع المتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا الذين يريدون تشكيل دولة مستقلة.
وتقول الدكتورة لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث للصحيفة إن الغارات الجوية المستمرة من قبل تركيا وروسيا وإسرائيل تظهر أن المصالح الإقليمية لا تزال على المحك، حيث تستهدف كل دولة من الدول الثلاث خصومها لمنعهم من تعزيز نفوذهم في سوريا.
وتضيف "هذا بمثابة تذكير بأن الصراع السوري ليس صراعا معزولا ولا حربا أهلية يكون أصحاب المصلحة فيها سوريين فقط".
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها