تصنيع مسيرات إيرانية في روسيا.. كيف تهدد الشراكة بين موسكو وطهران دول الشرق الأوسط؟
الحرة
Thursday, April 21, 2022
حذر مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية من أن إيران وروسيا تحاولان تعميق شراكتهما الدفاعية، بما في ذلك تطوير منشأة إنتاج مشتركة في روسيا للطائرات الإيرانية بدون طيار، في حين نبّه محللون من تبعات ذلك على الشرق الأوسط.

وفي مقابلة مع إذاعة "فويس أوف أميركا"، شدد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، على أن الهجمات الجوية غير المسبوقة من قبل روسيا، سواء من صواريخ كروز أو من الطائرات بدون طيار الإيرانية "والتي رأيناها مرة أخرى خلال 12 إلى 18 ساعة الماضية، جعلت تطوير القدرات الدفاعية للقوات الأوكرانية من المتطلبات الرئيسية".

وقال كيربي إن واشنطن متأكدة من أن إيران وروسيا تحاولان تعميق شراكتهما الدفاعية "لكن الأمر لا يتعلق فقط بإنتاج الطائرات بدون طيار"، مضيفا "يتعلق الأمر بهذه العلاقة المتعمقة، والتي لا تهدد شعب أوكرانيا فحسب، بل تهدد جميع شعوب الشرق الأوسط".

وأكد أن "إيران التي تستفيد من قدرات المساعدة العسكرية المعززة من روسيا هي نفسها إيران التي تصبح تهديدا أكبر في المنطقة".

واتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إيران بتزويد روسيا بأسلحة لاستخدامها في حربها ولا سيما طائرات مسيرة.

وقالت كييف إن حوالي 400 طائرة مسيّرة إيرانية استُخدمت بالفعل ضد المدنيين في أوكرانيا، وأن موسكو طلبت حوالي 2000 طائرة.

وردا على ذلك فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على ثلاثة جنرالات إيرانيين وشركة أسلحة متهمة بتزويد روسيا بطائرات مسيرة.

لكن طهران نفت ذلك طويلا قبل أن تقر للمرة الأولى، في بداية نوفمبر الماضي، بأنها أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها شددت على أنها قامت بتزويدها لحليفتها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، قوله "زودنا روسيا بعدد محدود من المسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا ".

وقال عبد اللهيان إنه "في محادثة هاتفية سابقة مع وزير الخارجية الأوكراني اتفقا على أنه إذا كان هناك دليل على استخدام موسكو لمسيّرات إيرانية فسوف يقدمه لنا".

انتقاء؟

لكن كيربي أكد خلال حديثه مع إذاعة "فويس أو أميركا" بأن الأمر أضحى مكشوفا وأن طهران لم تكتف بتزويد موسكو بالمسيرات بل تنوي تصنيعها في روسيا.

واللافت أن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، شدد على أن "هذا الأمر لا يشكل خطرا على الأوكرانيين فحسب، بل حتى دول الشرق الأوسط".

تعليقا على ذلك، قال المحلل السعودي، سالم اليامي، إن الخطر الإيراني لا يهدد دول الشرق الأوسط فقط بل العالم أجمع، لكنه انتقد في حديث لموقع الحرة، ما وصفه بـ"تفطن" الولايات المتحدة للخطر الإيراني.

وقال: "الجانب الأميركي يستشعر الخطر الإيراني الآن فقط، لأن ضلوع إيران إلى جانب روسيا أصبح صارخا بشكل أكبر".

لكن حسن منيمنة، وهو محرر مساهم لدى "منتدى فكرة" التابع لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يرى أن الولايات المتحدة "لم تتفطن حديثا للخطر الإيراني" بدليل التصريحات والمواقف التاريخية لواشنطن ضد التوسع الإيراني وخطره على الاستقرار الدولي.

وفي اتصال مع موقع "الحرة"، أشار منيمنة إلى أن  "أميركا بذلت كل ما بوسعها لصد الخطر الإيراني" وأوضح أن الاتفاق النووي بحد ذاته يدخل ضمن هذا المسعى.

ويتيح الاتفاق النووي المبرم العام 2015، بين إيران والقوى الدولية بقيادة الولايات المتحدة، تخفيف العقوبات عن إيران مقابل تقييد برنامجها النووي، لمنعها من تطوير قنبلة نووية سرا، علما بأن الجمهورية الإسلامية تنفي على الدوام السعي لتحقيق هذه الغاية.

لكن مفاعيل الاتفاق انتفت تقريبا منذ قرر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، سحب بلاده أحاديا من الاتفاق عام 2018، وإعادة فرض عقوبات على إيران.

وبعد انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، بدأت الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق مع إيران بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ورعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات لإحياء الاتفاق، في أبريل 2021، لكنها علقت مرات عدة، بسبب نقاط تباين بين واشنطن وطهران.

رغم ذلك، يرى اليامي أن "أميركا كانت مندفعة لإحياء الاتفاق" الذي يعني وفقه، أن "إيران النووية ستسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة".

في رده على ذلك، قال منيمنة إن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق المصلحة الأميركية المنسجمة مع المصلحة العالمية، وخص بالذكر دول الشرق الأوسط عموما.

وأكد على ضرورة "النظر إلى الأمام ورؤية حقيقة الخطر الإيراني والروسي على العالم" والحاجة إلى رص الصفوف بين الحلفاء في الشرق الأوسط.

اليامي أكد هو الآخر على  أهمية التعاون بين دول الشرق الأوسط والولايات المتحدة، لكنه شدد على ضرورة الابتعاد عن "الانتقائية والحديث عن الخطر الإيراني عندما يهدد مصالح أميركا فقط".

"تحالف خطير"

ويؤكد منيمنة  أن خطر إيران لا يهدد أميركا فحسب، بل أغلب دول العالم بحكم أن نظام الجمهورية الإسلامية "توسعي وسيصبح أكثر خطورة بتعاونه مع موسكو".

وتابع "الخطر يعود إلى تعميق العلاقات الإيرانية الروسية، التي تجاوزت كونها شراكات عابرة إلى كونها تحالف".

وقال إن تحالف موسكو مع طهران سيحتم على روسيا تقديم غطاء لمساعي إيران التوسعية، في إشارة إلى استخدام موسكو لحق النقض "فيتو" لتجنيب طهران أي "قرارات أممية لا تخدمها".

وبالحديث عن خطر المسيرات الإيرانية عموما، اتفق المحللان على أنها تُشكل تهديدا للعالم بأسره.

وقال اليامي: "إيران بالنووي وبالصواريخ البالستية وبالمسيّرات خطرٌ على العالم، وخصوصا على دول المنطقة".

بينما أكد منيمنة أن الخطر من هذه الشراكة ليس تقنيا، لأن المسيرات الإيرانية، وإن رفعت من قدرة روسيا على التصنيع الحربي، إلا أنها سهلة على دفاعات الدول المحيطة، والتي تستمدّها من الولايات المتحدة.

وتابع "الخطر الحقيقي هو العلاقة بين روسيا وإيران التي ستنتقل من شراكة لتحالف خطير على المجتمع الدولي والسلم العالمي".

Sunday, December 18, 2022 - إقرأ الخبر من المصدر

إضغط هنا للانضمام الى قناة صدى الارز على Youtube

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top