مرحلة جديدة في الحرب.. دبابات غربية متجهة إلى أوكرانيا قبل هجوم روسي متوقع
الحرة
Thursday, April 21, 2022
في ظل توقعات بهجوم روسي جديد في الربيع، تتحرك دول الغرب سريعا لدعم أوكرانيا بأسلحة متطورة كانت قد رفضت إرسالها لكييف سابقا خشية "استفزاز موسكو"، وهو ما يمثل مرحلة جديدة من الحرب بين الجانبين.
دعم غربي متصاعد
قال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، الجمعة، إن فرنسا تأمل في تسليم دبابات قتالية خفيفة من طراز AMX 10-RC إلى أوكرانيا في غضون شهرين، وفقا لـ"رويترز".
ونهاية العام الماضي، تعهدت واشنطن بإرسال بطارية "باتريوت" إلى أوكرانيا، لمساعدتها في مواجهة الهجمات الجوية الروسية المتواصلة، في انتصار كبير لكييف التي طلبت من الولايات المتحدة مرارا الحصول على هذه المنظومة.
وفي ٥ يناير، أعلنت ألمانيا أنها ستحذو حذو الولايات المتحدة مع تزويد أوكرانيا بمنظومة دفاع جوي من طراز "باتريوت"، على ما جاء في بيان مشترك إثر محادثات بين المستشار الألماني، أولاف شولتس والرئيس الأميركي، جو بايدن.
ووعدت كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بإرسال مركبات قتالية مدرعة إلى ساحات القتال في أوكرانيا لأول مرة، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وفي أعقاب ذلك، أعلنت ألمانيا أنها سترسل 40 مدرّعة من طراز "ماردر" إلى الجيش الأوكراني في الربع الأول من العام 2023.
وستسلم الولايات المتحدة مدرعات من طراز برادلي قتالية مزودة بمدفع آلي من عيار 25 ملم ومدفع رشاش 7,62 ملم وصواريخ مضادة للدبابات، بينما سترسل ألمانيا مدرعات من طراز "ماردر" بمدفع عيار 20 ملم، حسب "فرانس برس".
والآن يبدو من المحتمل إضافة الدبابات الغربية الحديثة إلى القائمة المتزايدة للأسلحة القوية التي يتم إرسالها لكييف، حيث تتخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها مزيدا من المخاطر للدفاع عن أوكرانيا خاصة وأن جيشها حقق تقدما غير متوقع وصمد أمام الاعتداءات الروسية المتعاقبة، حسب "نيويورك تايمز".
ولطالما رفضت برلين مثل هذه الشحنات، بحجة أن هكذا إجراء يجب أن يُتخذ بالتشاور مع الحلفاء الغربيين، وأن حلف شمال الأطلسي لا ينبغي أن يشارك بشكل مباشر في الحرب.
وازداد الضغط على المستشار أولاف شولتس مع إعلان باريس تسليم دبابات قتالية خفيفة من طراز "اه ام اكس-10 ار سي" AMX-10 RC، فرنسية الصنع.
وتطالب كييف أيضا بتسلم دبابات من نوع ليوبارد 2 من برلين بمدفع عيار 120 ملم وذات الشهرة العالمية، الأمر الذي ترفضه ألمانيا.
بينما كانت أوكرانيا تطلب دبابات متطورة منذ بداية الحرب، فإن الدفع لإرضاء تلك المناشدات قد ازداد بسرعة، هذا الأسبوع، حيث حثت الحكومتان البريطانية والبولندية علنا على تغيير موقف التحالف الغربي.
وأشار البريطانيون إلى أنهم على وشك الموافقة على إرسال "عدد صغير من الدبابات".
وقالت بولندا إنها سترسل بعض دباباتها الألمانية الصنع لأوكرانيا على الرغم من أن برلين يجب ان تسمح بذلك.
وأعلن الرئيس البولندي، أندريه دودا، خلال زيارة إلى أوكرانيا، الأربعاء، أن بلاده مستعدة لأن تزود كييف بـ14 دبابة ثقيلة متطوّرة من نوع "ليوبارد-2" على أن يحصل ذلك في إطار تحالف دولي يجري العمل حاليا على بنائه، وفقا لـ"فرانس برس".
ضغوطات على ألمانيا
تأمل أوكرانيا أن يؤدي "الضغط المتزايد" إلى إقناع المستشار الألماني، أولاف شولتز، بالسماح بتصدير دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا في ترسانات دول حلفاء الناتو الآخرين.
وحسب ما ذكره متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، فلم يتم اتخاذ أي قرار بشأن ذلك من قبل حكومة شولتز.
لكن شركائه في الحكومة الألمانية، يؤيدون إرسال الدبابات لدعم كييف، وقال وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشار، روبرت هابيك، الخميس، "هناك فرق بين اتخاذ قرار بنفسك وبين منع الآخرين من اتخاذ قرار".
وأصبحت ألمانيا واحدة من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، ومع ذلك، يقول منتقدون إن شولتس والحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم بطيئان للغاية، وينتظران أن يتحرك الحلفاء أولا بدلا من تحمل مسؤولية ألمانيا باعتبارها القوة الغربية الأقرب إلى أوكرانيا، وفقا لـ"رويترز".
لماذا تحتاج كييف الدبابات؟
الدبابات، التي تسمى ليوبارد 2 ، هي من بين أكثر الدبابات التي تطمع بها كييف، ويقول الخبراء إنها ستزيد بشكل كبير من قدرة أوكرانيا على صد القوات الروسية بأعداد كبيرة، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
وفي أوكرانيا، يقول المسؤولون إن "المركبات المدرعة ستلعب دورا رئيسيا في معارك السيطرة على البلدات والمدن المتنازع عليها بشدة في المقاطعات الشرقية المتاخمة لروسيا".
وقال الجنرال فاليري زالوجني، أكبر قائد عسكري في أوكرانيا، إنه يحتاج إلى حوالي 300 دبابة غربية ونحو 600 عربة قتال مدرعة غربية لإحداث فرق.
وكان حلفاء أوكرانيا الأوروبيون بادروا إلى تزويدها بدبابات سوفياتية الصنع، لكن ليس بمركبات غربية التصميم، بالرغم من طلبات كييف المتكررة في هذا الصدد، وفقا لـ"فرانس برس".
ومنذ أن بدأت الحرب قبل نحو عام، قاوم الغرب إعطاء بعض أقوى أسلحته لأوكرانيا، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى دخول الناتو في صراع مباشر مع روسيا، حسب "نيويورك تايمز".
لكن الكثير من أسطول كييف تم تدميره أو تهالكه بعد شهور من المعركة.
وبالنظر إلى تصميم أوكرانيا على المقاومة، والاحتمالات الضئيلة لمحادثات السلام في أي وقت قريب، والمأزق في ساحة المعركة، فإن حلفاء الناتو يتراجعون عن رأيهم السابق.
وهناك ما يقدر بنحو 2000 دبابة ليوبارد ألمانية الصنع في أكثر من عشرة جيوش في جميع أنحاء أوروبا، ويمكن شحن بعضها بسرعة إلى أوكرانيا إذا وافقت برلين، على الرغم من أنه سيتعين تدريب الأطقم الأوكرانية على استخدامها.
كسر جمود الحرب
قال مسؤول عسكري غربي كبير، هذا الأسبوع، إن تغيير ميزان القوة في شرق أوكرانيا ضروري لكسر "الجمود في الحرب".
وأشار إلى أن "إرسال عدد كاف من دبابات القتال الغربية الحديثة وغيرها من المركبات القتالية يمكن أن يساعد في قلب هذا التوازن".
وبدون الدبابات التي تعد عنصر قوي في الحرب البرية، فمن غير المرجح أن تتمكن أوكرانيا من استعادة مساحات كبيرة من الأراضي، وفقا لما ذكره المسؤول الغربي.
وقال مسؤول استخباراتي غربي كبير، إن روسيا تخطط لهجوم جديد في الربيع، مضيفا أن أوكرانيا "لا تريدهم أن يلتقطوا أنفاسهم" من الآن وحتى موعد بدء جولة القتال المكثفة.
وأشار الخبير الدفاعي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، كاميل غراند، إلى أن موسكو تحشد على ما يبدو مئات الآلاف من المجندين الجدد لشن هجومها.
وقال إن هذا دفع الجدل حول الدبابات إلى الأمام، "لتمكين القوات الأوكرانية من تحقيق تقدم كبير الآن"، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
وقد تمنح الدبابات القوات الأوكرانية "نوعا من الانتصار الحاسم الذي من شأنه أن يفرض السلام على الروس، أو على الأقل لتحقيق مثل هذا التقدم المهم بحيث تكون أي تسوية تفاوضية أكثر على شروطهم من الشروط الروسية"، حسب حديث غراند.
وتوقع نوربرت روتجن، وهو مشرع ألماني معارض وخبير في السياسة الخارجية، أن حكومة شولز سوف تسلم دبابات ليوبارد لأوكرانيا، تحت ضغط من الحلفاء، كما فعلت في وقت سابق مع مدافع الهاوتزر الألمانية الصنع ومركبات المشاة القتالية المدرعة.
قال روتجن إن شولتز وحزبه "يريدون الحفاظ على العلاقة مع روسيا وبوتين في المستقبل، ويعتقدون أنه إذا أعطى أوكرانيا أفضل ما لدى ألمانيا، فإن روسيا ستدرك أن هذا بمثابة كسر لعلاقة خاصة"، مضيفا "لكن الضغط من الحلفاء أصبح قويا للغاية"، حسب "نيويورك تايمز".
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها