هل يكون قائد الجيش اللبناني المرشح التوافقي الأوفر حظا لرئاسة الجمهورية؟
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
خلافاً لكل يوم خميس لن تنعقد هذا الخميس جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية بسبب الأعياد وعدم بروز أي توافق داخلي حول مرشح مناسب للرئاسة الأولى. وبدا من أجواء بعض الكتل النيابية أنها تنتظر إشارات خارجية لتبني على أساسها قرارها بدعم هذا المرشح أو ذاك.
ولاتزال فرنسا تسعى لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتنسيق مع دولة قطر وتجري اتصالات مع السعودية وإيران لعدم ترك هذا الاستحقاق بلا سقف زمني، نظراً لتداعيات الشغور الرئاسي على الاستقرار السياسي في ظل احتدام الخلاف الدستوري والطائفي حول جواز انعقاد جلسات مجلس الوزراء من عدمه في ظل حكومة تصريف أعمال.
ومن المعلوم أن الاسم الأكثر تداولاً ليكون رئيساً توافقياً هو قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي ترضى عنه واشنطن، وسبق أن زار قطر قبل فترة قصيرة، ويحظى بقبول عدد من القوى السياسية في لبنان، في انتظار ترقّب موقف حزب الله من ترشيحه، علماً أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كان قد رفض معادلة إما رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية أو قائد الجيش.
ويُلاحَظ أن الشغور الرئاسي الذي أتمّ يومه الخمسين يتسابق مع اشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل غير مألوف، مع تخطيه الـ 46000 ليرة في ظل مخاوف من انفلات هذه الأزمة. وهذا ما تخوّفت منه اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، التي عقدت اجتماعا في مقرّها في المركز الكاثوليكي للإعلام، برئاسة المطران انطوان نبيل العنداري، وأسفت “شديد الأسف لما آلت إليه جلسات انتخاب رئيس الجمهورية من فشل ومن محاولات تحقير لموقع رئاسة الجمهورية”، وأملت “ألا يطول الشغور في رئاسة الجمهورية وأن يتراجع المعطلون عن لعبة تطيير النصاب القانوني للجلسات وأن يلتزموا بنصوص الدستور ويعملوا مع سائر الكتل النيابية لانتخاب رئيس للبلاد في مطلع السنة الجديدة لإعادة انتظام المؤسسات والحد من الانهيار المتفلّت”.
بدوره، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “أن هناك تدهوراً جديداً في الوضع المعيشي للبنانيين اليوم، وذلك بفعل غياب أي معالجات جدية للأزمة الراهنة على خلفية الانسداد السياسي الذي نعيشه”، وأكد في بيان أنه “لا يمكن تصوّر أي وقف لهذا التدهور إلا بمعالجات جذرية تتطلب سلطة سياسية فعلية، وما يحول دون قيام هذه السلطة هو تعطيل محور الممانعة بكل أطرافه للانتخابات الرئاسية”، معتبراً “أن محور الممانعة، بدءاً من حزب الله وليس انتهاء بالتيار الوطني الحر يتحمل مسؤولية كل تدهور إضافي في الوضع المعيشي لأنه سبب الانسداد السياسي القائم”.
زامناً، وفي ظل الانسداد الرئاسي وامتناع وزراء التيار الوطني الحر عن توقيع المراسيم والقرارات الصادرة عن جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بالشكل الذي يريده الرئيس نجيب ميقاتي، فإن علامة استفهام تُطرَح حول مدى موافقة وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم على توقيع الاقتراح، الذي أقرّه قائد الجيش العماد جوزف عون لتأجيل تسريح كل من رئيس الأركان اللواء أمين العرم الذي يتقاعد في 23 كانون الأول الحالي والمفتش العام في المجلس العسكري اللواء ميلاد إسحق الذي يتقاعد في 24 الحالي أيضاً أم أنه سيعتبر هذا التأجيل مخالفاً للمادة 65 من قانون الدفاع.
الهبة المالية القطرية
وفي سياق متصل بالمؤسسة العسكرية، أعلنت قيادة الجيش تسلمها الدفعة الرابعة من الهبة المالية القطرية التي قدمها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ولفتت القيادة في بيان إلى “أن الهبة تأتي في سياق المبادرات المشكورة التي تقوم بها دولة قطر خلال هذه المرحلة الاستثنائية القاسية من تاريخ لبنان، دعماً لعناصر المؤسسة العسكرية ومساهمة في تحسين ظروف حياتهم”، مشيرة إلى “أن القيادة باشرت توزيع الهبة بالتساوي على العسكريين”.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها