ماذا يقصد جعجع بتلويحه في إعادة النظر بتركيبة الدولة للتخلّص من سلبطة حزب الله؟
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
لوّح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالطلاق مع حزب الله، وإعادة النظر سياسياً بكل تركيبة الدولة اللبنانية للتخلّص مما سمّاها “سلبطة” الحزب.
وفيما لم يوضح جعجع المقصود بكلامه بإعادة النظر بتركيبة الدولة، وهل تعني مناداته بالفدرالية، إلا أنه لم يرَ أن النظام الفدرالي سيئ، بدليل أنه معمول به في الإمارات وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء موقف جعجع في مقابلة مع قناة “الجديد” حيث قال: “بدنا نخلص من سلبطة حزب الله، ما فينا نضل نحن والأجيال اللاحقة مربوطين بسيطرة هذا الحزب غير الشرعية على لبنان”. وتحدث عن “إعادة النظر بكل شيء في حال أتى رئيس جديد للجمهورية على طبطاب حزب الله”. وأضاف: “هذه المرة لن نقبل سوى برئيس متل ما لازم، يريد أن يبني الدولة ويحمي لبنان بالفعل مش بالحكي، إما يكون رئيساً جدياً وإما ستكون كل خياراتنا مطروحة”. مضيفا: “بدنا نعيد النظر بكل تركيبة الدولة وساعتها يضل “حزب الله” وبيئته الحاضنة يحموا ظهر المقاومة متل ما بدهم والله يوفقو مطرح ما هو بس ما فينا نكمّل هيك”.
وتتشابه “سلبطة” حزب الله حالياً والاستقواء على المكونات اللبنانية بما حصل في زمن الوصاية السورية وممارسات النظام الأمني، وجاءت ملاحقة الناشط وليام نون وأهالي ضحايا مرفأ بيروت والخشونة التي تعاطى بها الجيش في جبيل مع المحتجين في وقت لا يحرّك ساكناً في البيئة الحاضنة لحزب الله، لتعزّز الشعور لدى المسيحيين بأنهم مستضعفون في الدولة المركزية وبأنهم الفئة الوحيدة التي تخضع للقانون. ومن المعروف أن البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله كان أطلق في زمن الوصاية السورية مقولته الشهيرة “في حال خُيّرنا بين الحرية والعيش المشترك لاخترنا الحرية”، ولم يكن البطريرك الحالي مار بشارة بطرس الراعي بعيداً عن هذا القول عندما ربط استمرار الشراكة الوطنية بإقرار حياد لبنان.
ومنذ فترة غير قصيرة بدأت الدعوات تصدر علناً لإقرار الفدرالية في بعض الأوساط المسيحية في مواجهة “الشيعية السياسية والعسكرية” ومحاولة تغيير هوية لبنان وفرض نمط حياة لا يأتلف مع طبيعة لبنان التعددية. وكان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل لوّح جهاراً بالطلاق مع حزب الله عندما خاطب أمين عام الحزب، حسن نصرالله بالقول: “الخيار لكم إن كنتم تريدون العيش مع الشعب اللبناني تحت سقف الجمهورية، أو إن كنتم تريدون فرض حياة الذل التي نعيشها، فستتحملون مسؤولية الطلاق مع كل اللبنانيين”.
على خط الرئاسة، لفت جعجع إلى أن “المرشح الأقوى في الوقت الحاضر هو ميشال معوض حتى إشعار آخر واسمه ليس مطروحا للتسلية حتى الوصول إلى مرشحين أقوياء، والدليل أنه منذ بدء المهلة الدستورية ينال معوض العدد الأكبر من الأصوات، في الوقت الذي ما من مرشحين جديين آخرين”، مؤكداً أن “من يعطل انتخابات الرئاسة معروف وهذا يظهر جلياً من خلال متابعة جلسات الانتخاب وكيفية خروجه بعد الدورة الأولى، وهو حزب الله وحلفاؤه أي محور الممانعة، والسبب عدم قدرته على إيصال مرشحه كما حصل في السابق، وهو يعتقد أنه سينجح هذه المرة أيضاً بتكرار ذلك، في حين أن هذا الأمر غير وارد على الإطلاق”.
وبالنسبة إلى “رغبة أمين عام حزب الله، حسن نصرالله بالحوار وعدم أخذنا إلى حرب أهلية”، سأل جعجع: “من 7 أيار إلى أحداث الطيونة، مَن هو الطرف الوحيد الذي حاول الدخول في حروب أهليّة صغيرة؟ السيد حسن يطرح مواصفات “بالحكي” منذ 15 عاماً إلى اليوم، ونحن لا نحكم على النوايا إنما على الأفعال”.
وقال: “انفجار مرفأ بيروت دمّر العاصمة وأسفر عن خسائر بالأرواح وأملاك الناس، لماذا لا يسمحون باستكمال مسار التحقيق؟ واليوم نحن في صدد انتخابات رئاسية لها قواعد دستورية واضحة ولبنان بأمس الحاجة إليها، فلماذا يعطلونها؟ لأن خطتهم لا علاقة لها بلبنان ولا بما يخدم المصلحة الوطنية”، مذكّراً “أن الحوار الأول كان عام 2006 وحضره نصرالله وتم الاتفاق بين الحاضرين على تأييد المحكمة الدولية وسحب السلاح الفلسطيني من داخل وخارج المخيمات وعدم القيام بأي خطوة تضر الاستقرار اللبناني للاستفادة من السياحة، ولكن انتهى الحوار في 11 تموز/يوليو واندلعت “حرب تموز” في اليوم التالي”.
وتوجه جعجع إلى نصرالله بالقول: “لا تراهنوا على أننا من الممكن أن ننتخب مرشحاً تحت الضغط وإن طال الأمر خمسين سنة، فبعد الحالة التي وصلنا إليها، لا يمكن لأي طرف منا تمييع الأمور والوصول إلى أنصاف الحلول، “ليعرف حالوا” السيد حسن لن نصل إلى المرشح الذي يفكر فيه”، مضيفاً: “لا يمكننا السير بسليمان فرنجية، إذ لدينا مسؤوليّة تجاه الشعب الذي اقترع لنا”، موضحاً “أن الثنائي الشيعي عادى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بهدف ترشيح رئيس تيار المردة وبالتالي بوصول الأخير سيكون الثنائي في الحكم”.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها
