لحظات رعب عاشها اللبنانيون نتيجة أقوى هزة أرضية منذ سنوات
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
استيقظ اللبنانيون عند الساعة 3.17 دقيقة من فجر الاثنين على هزة أرضية قوية ضربت لبنان، شعر بها المواطنون بشكل كبير، وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في في «حنس» التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، أن هزة أرضية حصلت في البحر بين لبنان وقبرص، قوتها 4.8 درجات على مقياس ريختر، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالي 160 كلم، وشعر بها سكان لبنان خصوصاً في المناطق الساحلية الشمالية.
كما أفاد المركز عن وقوع هزة أرضية قوية بقوة 7.8 على مقياس «ريختر» في منطقة تركية قريبة من الحدود السورية، على بُعد 350 كيلومترًا من شمال لبنان. وقد تبع هذه الهزة هزات ارتدادية، غير أن المركز طمأن إلى أن «لا داعي للهلع أو للقيام بأي إجراءات معينة».
هزة لـ40 ثانية
واعتبرت الهزة التي شعر بها اللبنانيون على مدى 40 ثانية أقوى هزة منذ سنوات طويلة، وهي زرعت الخوف والرعب في نفوس العديد من اللبنانيين الذين بعد اهتزاز المباني، وسقوط بعض الاغراض على الأرض في المحال التجارية، هرعوا إلى الطرقات وسط العاصفة التي تضرب ايضاً لبنان ولازموا سياراتهم بعيداً عن المباني خوفاً من تداعيها. وجابت الشوارع سيارات الدفاع المدني والإسعاف لتفقد الاضرار في حال حصلت.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تناقل البعض أحاديث تحذّر من حصول تسونامي، إلا أن مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين براكس طمأنت أن لا خوف من تسونامي بعد مرور أكثر من ساعة على زلزال تركيا.
وفي وقت انتشر مراسلو المحطات التلفزيونية في العديد من المناطق اللبنانية التي قيل إنها شهدت تصدعاً للمباني وخصوصاً في طرابلس وفي النبعة، أفاد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أن «لا مباني منهارة ولا صحة للأخبار المتداولة عن سقوط مبان في الشمال أو في بيروت» مسجلاً «سقوط حائط في برج حمود وبعض الأضرار المحدودة في موقع آخر».
ودعا «جميع المواطنين إلى إخلاء المباني القديمة في حال وجود تصدعات كثيرة فيها خوفاً من أي كارثة جديدة». وفي وقت لاحق، أفيد عن حصول انهيار جراء الهزة في جبل بساتين العصي في جرد البترون وعن تضرّر منزل في بلدة عين عطا.
وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً طارئاً لـ«اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات» التابعة لرئاسة الحكومة لمتابعة الإجراءات المتعلقة بالهزة الأرضية.
وبناء عليه، تمّ تأخير انعقاد جلسة مجلس الوزراء لمدة نصف ساعة حيث هنّأ ميقاتي اللبنانيين بالسلامة، مبدياً اسفه لما حصل في الدول الصديقة المحيطة بلبنان».
وقال ميقاتي «كلّفنا وزير البيئة ناصر ياسين الاتصال بالسلطات التركية التي طلبت نوعاً من التعاون في مجال الاغاثة ونحن بصدد متابعة الموضوع مع احتمال ارسال قوة إنقاذ من الجيش والدفاع المدني للمساعدة في عملية الإغاثة.
كذلك تمّ تكليف وزير الأشغال علي حمية الاتصال بالإخوة في سوريا لعرض تقديم أي مساعدة مطلوبة، ولن نتردد لحظة في هذا الموضوع لكي نكون إلى جانب إخوتنا في هذه الاوقات الصعبة كما كانوا هم إلى جانبنا دائماً».
وليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها لبنان لهزة قوية، بل سبق أن تعرّض لبنان لهزة قوية بلغت قوتها أكثر من 5.1 على مقياس ريختر وحصلت على فالق روم المتفرّع من فالق اليمونة وأحدث اضراراً كبيرة في إقليم الخروب وفي إقليم التفاح والبقاع وتسبّب في مقتل 136 شخصاً وتدمير 6000 بيت ترابي بشكل كامل، و17.000 بيت بشكل جزئي.
قبل ذلك، ضرب زلزال قوي مدينة بيروت في 9 تموز/يوليو بلغت قوته 7.6 درجات وتسبّب بتسونامي وصل تأثيره إلى المدن الساحلية ونتج عن الزلزال مقتل آلاف الاشخاص.
وحسب رواية لأبناء البقاع الشمالي، فقد وقع في 19 تشرين الاول/أكتوبر عام 1759 زلزلة قوية عند انبثاق الفجر قتلت كثيرين ودمّرت أماكن وعادت في نصف تشرين الثاني/نوفمبر بعد غياب الشمس وخرّبت بلاد بعلبك ورأس بعلبك ونواحيها والشام وقتل في هذه الاماكن حوالي ثلاثمائة نفر. كذلك حصل سنة 1761 حيث دُمّرت بلدة رأس بعلبك مع دير السيدة وقتل تحت الانقاض حوالي 50 امرأة يعملن في محل تفقيس الحرير.
مواقع التواصل
واشتعلت مواقع التواصل بالتعليقات التي تبادلها الناشطون مرفقة بعبارة «الحمدالله عالسلامة» ورصدت «القدس العربي» بعض تعليقات الناشطين حول الهزة، حيث كتب فادي صهيون «20 ثانية بتخلّي الانسان يحسّ بضعف البشرية ووهم القوة والسيطرة وبشاعة الكبرياء والانانية والتعلق بالمادة. بس تبلّش الهزة بيحس الإنسان بقوة خارقة وما عندو أي وسيلة للمواجهة، ما في غير صرخة يا رب قدام عظمة عوامل الطبيعة».
ودوّن شادي عزيز «هي وعم تصير الهزة بتكة بيجي عراسك ألف فكرة وألف شغلة وما بتعود تعرف شو بدك تعمل لوين وكيف تهرب وشو تاخد معك، لحظات مرعبة ومخيفة!!».
ورأت رنا لويس سمعاني أن «أحلى شي صار بعد الهزة الارضية هو كمية الصلاة عند الكل» واضافت «بالمختصر بكل الايام والاحوال ما إلنا غير الله».
وأشار الصحافي بشارة خير الله في تعليقه إلى الفيلم الوثائقي الذي بثّته قناة «France5» حول حزب الله وكتب « ليلة الزلازل الهزة التركية 7.8 بمقياس ريختر، الهزة الفرنسية France5، هنا لبنان».
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها