طالب عراقي يروي تفاصيل فيديو الهراوات في لبنان.. والسلطات اللبنانية توضح
اسرار شبارو - الحرة
Thursday, April 21, 2022
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والعراق، فيديو يظهر تهديد عنصر أمن لبناني لطلاب دراسات عليا عراقيين بقطعة حديدية أثناء مراجعتهم وزارة التربية اللبنانية لمعادلة شهادة البكالوريا.
استفز مقطع الفيديو العراقيين، حيث عبّروا عن استهجانهم من أسلوب التعامل مع أبناء بلدهم، داعين مسؤوليهم إلى عدم السكوت عما اعتبروه "إهانة وذلا للطلاب العراقيين".
المدير العام لوزارة التربية، عماد الأشقر، قال إن "الإشكال بدأ بين الطلاب أنفسهم الذين تجمعوا عند الساعة الخامسة والنصف صباحا خارج مبنى المديرية العامة لوزارة التربية وذلك على خلفية أسبقية الدخول، وعند فتح الباب دخلوا مسرعين بشكل جماعي، طُلب منهم تسليم جوازات سفرهم لنبدأ بتنظيم الأمور، فحصل تدافع فيما بينهم وقاموا بتكسير الحواجز الموضوعة ما أدى إلى سقوط أحدهم أرضا، ولكي يتمكن العنصر الأمني من سحبه اضطر إلى إرجاعهم للخلف ساعده في ذلك بعض الطلاب".
ولفت الأشقر في حديث لموقع "الحرة" إلى أن "معظم الذين افتعلوا الإشكال موعدهم محدد يوم الثلاثاء القادم، إلا أنهم حضروا اليوم"، وعلى عكس ما ذكره البعض أن الإشكال وقع في قسم التعليم العالي، أكد الأشقر أنه حصل في قسم معادلة شهادة البكالوريا.
ورفض الأشقر بشدة تصوير الأمر على أنه إهانة للطلاب، قائلا: "نحن نحترم ونرحب بالجميع ونتعامل معهم بمساواة"، مشيرا إلى أن "موظفي الإدارة في حالة إضراب، ومن خلال تمنينا على بعضهم حضروا لتسيير أمور الناس".
كذلك أكد وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، حرصه وحرص العاملين في الوزارة على صون كرامة كل صاحب معاملة او مراجعة لدى دوائر الوزارة"، لافتا في بيان صادر عن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم إلى أن "الوزارة تعامل الجميع، من لبنانيين وغير لبنانيين، بسواسية من دون أي تمييز، وخصوصا الأخوة العراقيين الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية ويتقدمون بمعاملاتهم وشهاداتهم للمعادلة في الوزارة".
"مشهد متكرر"
أحد الطلاب العراقيين الذين كانوا حاضرين في وزارة التربية عند وقوع الحادث، ويدعى عباس الطائي، نفى وقوع أي إشكال بين الطلاب، لافتا إلى أنها "ليست المرة الأولى التي يتم التعامل معهم بهذه الطريقة".
بسبب إضراب الموظفين تمت مراكمة المعاملات كما يقول عباس لموقع "الحرة"، "واليوم تواجهنا لتسجيل أسمائنا، حيث في العادة يتم قبول 50 طلب يوميا، وعندما فتح باب الوزارة عند الساعة الثامنة صباحا دخلنا وانتظمنا، لنتفاجأ بأنه سيتم تسجيل 30 اسما فقط بحسب ما أطلعتنا العناصر الأمنية، وعند تسليم جوازات سفرنا قيل لنا إنهم سيقبلون فقط 20 جوازا، ليبدؤوا بإهانتنا بأقبح العبارات وحين حاولنا الاستفسار منهم عن سبب تعاملهم المهين معنا هجموا علينا بالهراوات، بدأوا بشتمنا وبلدنا ما أثار ذعر الطالبات".
ونفى طالب الدراسات العليا في جامعة الجنان، وقوع أي خلاف بين الطلاب وسقوط أحدهم على الأرض مؤكدا أنه وعدد من زملائه سيتوقفون عن إكمال دراستهم في لبنان، ويقول: "منذ سنة بدأت بكتابة رسالة الماجستير وإلى حد الآن لم أصدق وثائق شهادة البكالوريا، وبعد الذي حصل سأعود إلى العراق وسأنصح أبناء شعبي بعدم زيارة لبنان أبدا"، مطالبا برد، ولو جزء بسيط، "من كرامتنا التي أهينت اليوم".
وبعد الحادث، ذكرت وكالة الأنباء العراقية أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نعيم العبودي، وجّه الخميس، بتشكيل لجنة وزارية للتوجه إلى لبنان بهدف متابعة شؤون الطلبة العراقيين.
ولفت المتحدث باسم الوزارة، حيدر العبودي، في بيان إلى أن "القرار جاء لغرض متابعة شؤون الطلبة العراقيين والوقوف على إجراءات التعامل معهم في المؤسسات اللبنانية المختصة".
وفي حديث مع موقع "الحرة" أكد العبودي أنه "غدا ستصل اللجنة إلى بيروت للوقوف على تفاصيل الحادث وأسلوب وإجراءات التعامل مع الطلبة العراقيين"، مؤكدا أن "قنوات التواصل مستمرة مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وهناك تفاهم وتعاون لتدارك هذه الإجراءات، وبحسب ما سمعنا من بعض المسؤولين اللبنانيين فإن المؤسسات اللبنانية تشهد ما يشبه الإضراب وكان هذا سببا في زيادة الازدحام".
إلا أن الأشقر نفى أي علاقة للحادث بإرسال اللجنة الوزارية العراقية إذ "جرى تحديد موعد لها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، قبل الحادث".
توضيح رسمي
المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم ذكر تفاصيل ما حصل من وجهة نظره، حيث أورد في بيان أنه "نظرا لحضور الموظفين إلى الوزارة، يومي الأربعاء والخميس فقط، بسبب الإضراب الناتج عن الضائقة المالية التي تعانيها البلاد وخصوصا لدى موظفي الإدارة العامة، تتوافد إلى أقسام المعادلات قبل الجامعية والمعادلات والمصادقات الجامعية أعداد هائلة من الطلاب اللبنانيين والعرب والعراقيين بصورة خاصة وبأعداد كبيرة جدا".
وتابع قائلا: "قد فوجئ حراس مبنى الوزارة بضجيج عند الخامسة والنصف من فجر اليوم الخميس، فخرجوا للاطلاع على مصدر الضجيج وتبين لهم حضور أكثر من 100 طالب عراقي، وقد اختلفوا فيما بينهم حول أحقية الدخول والأبواب لا تزال مقفلة فجرا، وحاول الحراس تهدئتهم بعدما خرج السكان من المباني المحيطة إلى الشرفات".
أضاف "عندما فتحت الوزارة أبوابها لاستقبال المواطنين والمراجعين عند الثامنة صباحا دخل عدد هائل من الطلاب العراقيين دفعة واحدة بحيث اكتظ بهم مدخل دائرة المعادلات في ظل محاولات من المعنيين لتنظيم الدخول بعدما أخذوا جوازات السفر وعملوا على المناداة اسميا. وفجأة سقط أحد الشبان العراقيين المراجعين أرضا وأغمي عليه".
واستمر التدافع كما جاء في البيان "على أولوية الدخول، وقد تعاون عدد من الطلاب العراقيين المتواجدين في مقدمة الحضور مع قوى الأمن الداخلي وحراس أمن المبنى لإقناع الطلاب المندفعين بالتراجع قليلا لرفع الشاب عن الأرض، غير أنهم لم يتراجعوا وأصبح الشاب تحت أرجل الطلاب العراقيين، مما دفع عنصر قوى الأمن إلى رفع الصوت حاملا قطعة من السياج الذي يضبط الصف لإقناعهم بالتراجع، وبعد هذه الحركة تم رفع الشاب وتبين أنه يعاني من الربو ولم يتحمل النقص في الأكسيجين وتم إسعافه بواسطة الصليب الأحمر".
و"استدعى المدير العام للتربية قوة من المخفر المجاور للوزارة لإعادة التنظيم وتسيير شؤون المراجعين من كل الجنسيات والعمل على التهدئة. وقد أدت هذه العملية إلى جو من الرعب لدى الموظفات والموظفين، ما استدعى بعض الوقت لإعادة الأمور إلى النظام ومتابعة تسيير المعاملات".
"فيديوهات مجتزأة"
راجع المعنيون في الوزارة بحسب البيان "كاميرات المراقبة خارج المبنى وداخله وعبروا عن استهجانهم لما يجري، بما يفوق طاقة الموظفين على الاحتمال. ودعوا جميع المراجعين إلى التزام آداب النظام والمخاطبة وذلك بعدما وجه الطلاب العراقيون عبارات نابية للقوى الأمنية والموظفين الذين يحرصون على التنظيم وإنجاز المعاملات بحسب الطاقة القصوى للموظفين على الرغم من قدم التجهيزات الإلكترونية مثل السكانر وتعطل آلات التصوير، سيما وأن العديد من المراجعين يعرضون أموالاً نقدية بالدولار ما أثار الاستهجان وتمنع الموظفين عن الحضور".
من جانبها أكدت رئيسة دائرة المعادلات ما قبل الجامعية كما ورد في البيان، أن "موظفي الدائرة يحضرون خمسة أيام إلى الوزارة خلافا لكل الموظفين الذين يحضرون يومين فقط، ويستقبلون المعاملات على مدى ثلاثة أيام بدلا من يومين، فيما تنعقد لجنة المعادلات يوم الجمعة للبت بالطلبات وهي بمعدل 500 طلب أسبوعيا، منها 200 للعراقيين، والباقي للبنانين والجنسيات الأخرى".
وأشارت إلى أن "الدائرة استقبلت على مدى سنة نحو ستة آلاف طلب معادلة عراقي صالح للمعادلات، ونحو 10 آلاف طلب ناقص أو غير سليم لم تتم معادلته، وذلك في ظل الإضراب والإقفال القسري وحالات المرض وغلاء المحروقات".
كما ذكرت أن "السفارة العراقية في بيروت كانت نظمت بالتعاون مع الوزارة سجلا لاستقبال 50 طلب معادلة للعراقيين يوميا، و50 أخرى كطلبات خاصة من جانب السفارة للدبلوماسيين وكبار الموظفين العراقيين، لكن هذا التنظيم لم يدم طويلا بسبب عدم التزام الطلاب العراقيين به والإصرار على الحضور خارج أيام المواعيد المحددة لهم، وتبيّن أن الدور الذي يعطى لأحد العراقيين من الآباء مثلا يتضمن معاملات لثلاثة من أبنائه أو أكثر، مما يجعل الوقت المخصص له يستغرق ثلاثة أضعاف الوقت المخصص لمعاملة واحدة، فيما يستوجب الأمر عند التسليم تخصيص العديد من الموظفين لتصوير نسخ طبق الأصل وتصديقها".
وشكا الموظفون في الدائرة اضطرارهم للبقاء حتى ساعات متأخرة من الليل لإنجاز المعاملات المتراكمة والتي تحتاج إلى فريق عمل أكبر وتجهيزات أكثر سرعة وحداثة ونظام معلوماتي أكثر سرعة، وطالبوا بإنجاز قانون الخدمة السريعة لكي يتم تخصيص رسوم للمعاملات المستعجلة دون عناء الانتظار وعرض الرشى على الموظفين وجرح كراماتهم، وبالتالي تعبيرهم عن عدم رغبتهم بمتابعة العمل في هذه الدوائر.
وأوضح المكتب الإعلامي لوزارة التربية أن "الفيديوهات المجتزأة التي نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي لا تعبر عن الحقيقة، بل أظهرت شجارا مع القوى الأمنية، فيما الحقيقة كانت حرص قوى الأمن على إنقاذ الشاب العراقي المغمى عليه من تحت أرجل رفاقه وإسعافه".
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها