لديهم آباء وأمهات، لكن الفقر الناتج عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية المستفحلة في لبنان، حرم عدداً كبيراً منهم حنان الوالدة وسند الوالد، وأجبر عائلاتهم على إرسالهم إلى دور الأيتام، مكرهين لا مُخَيّرين، فعلى الأقل، هناك يجدون ما يسد جوعهم، ويقيهم البرد، ويمنحهم قدراً أكبر من الاهتمام.
هذا حال كثيرين من الأطفال في لبنان، وفق تقرير لمجلة إيكونوميست، فقد بلغت الأزمة مستوى غير مسبوق، دفع أهاليهم إلى إرسال فلذات أكبادهم إلى دور الأيتام، فالفقر لايرحم.
في لبنان، وإن كان لديك مال في البنك، لا تستطيع سحب إلا مبالغ قليلة، وإن لم تكن تملك مالاً، ففرص العمل مغلقة، بعد تأثيرات جائحة كورونا، ومعاناة اقتصاد لبنان من حالة من التضخم العالي، وتخلّف الدولة عن دفع الديون، وفشلها في توفير الحاجيات الأساسية للمواطنين.
لديهم آباء وأمهات، لكن الفقر الناتج عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية المستفحلة في لبنان، حرم عدداً كبيراً منهم حنان الوالدة وسند الوالد، وأجبر عائلاتهم على إرسالهم إلى دور الأيتام، مكرهين لا مُخَيّرين، فعلى الأقل، هناك يجدون ما يسد جوعهم، ويقيهم البرد، ويمنحهم قدراً أكبر من الاهتمام.
هذا حال كثيرين من الأطفال في لبنان، وفق تقرير لمجلة إيكونوميست، فقد بلغت الأزمة مستوى غير مسبوق، دفع أهاليهم إلى إرسال فلذات أكبادهم إلى دور الأيتام، فالفقر لايرحم.
في لبنان، وإن كان لديك مال في البنك، لا تستطيع سحب إلا مبالغ قليلة، وإن لم تكن تملك مالاً، ففرص العمل مغلقة، بعد تأثيرات جائحة كورونا، ومعاناة اقتصاد لبنان من حالة من التضخم العالي، وتخلّف الدولة عن دفع الديون، وفشلها في توفير الحاجيات الأساسية للمواطنين.
حتاج الأطفال وقتاً للتكيف في دور الأيتام، فبعضهم يصل نحيلاً وغير نظيف، ويعاني من اليرقان، أو علامات ضرب على جسده؛ نتيجة العنف المنزلي.
في بعض الأحيان، يسأل طاقم الميتم، الأطفال إن كانوا يحبون البقاء في بيوتهم ومساعدتهم هناك أم الإقامة في الميتم، إلا أن الآباء يغضبون لمنح الأطفال قرارا كهذا. لكن ناهد المصري، المساعدة النفسية، تقول إن هذا الأمر ضروري «فهذا مكان وليس سجناً».
وتعتبر الأسابيع الأولى انتقالية، حيث تقدم دور الأيتام للأطفال ملابس جديدة ووجبات ساخنة، ربما تكون الأولى منذ شهور.
وشيئاً فشيئاً، يرفع الأطفال رؤوسهم ويبدؤون بالرد على الأسئلة، و«بعد أسابيع قليلة، يبدؤون اكتشاف هويتهم، ويخلقون حدودهم. وعندما يلعبون، يتوقفون عن الرد. وبعد أشهر قليلة يرسمون ويضحكون ويتحدثون كأطفال عاديين»، وفق المصري.
دالتبرعات في تناقص
توضح مريم عيتاني، مديرة الدار، أن الأسعار زادت في كل شيء، مردفة: «قبل عشرة أيام، كانت هناك أزمة خبز».
وكانت دار الأيتام الإسلامية تحصل على نصف ميزانيتها من الحكومة، لكن لم تحصل على أي شيء منذ 3 أعوام، وتعتمد الآن بشكل كامل على المتبرعين، وهي في تناقص،لأن الناس لديهم أولويات أخرى.
تقول مريم إنها تستطيع توفير 30% من الميزانية لتشغيل الدار، وهي ليست وحيدة، فهناك 300 دار أيتام خاصة في لبنان، يعيش فيها 40 ألف طفل محتاج، في الوضع نفسه.
قبل الأزمة، كان لدى عيتاني 85 موظفاً، أما اليوم، فتقلص العدد إلى 58 موظفاً، مع أن كل الأسرّة الـ254 مشغولة.
وتشجع الدور الأطفال على زيارة أهاليهم وقضاء عطلة الشهرين معهم، لكن العائلات لا تملك أجرة الحافلة التي ستقل أبناءهم إليهم.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها