رفض سيادي لرئيس يريده نصر الله على شاكلة عون ولحود
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
لم تحمل عطلة نهاية الاسبوع في لبنان أي مؤشرات على حلحلة في موضوع الاستحقاق الرئاسي، لا بل أظهرت اطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الاخيرة أن الرئيس المقبول من الحزب هو رئيس يشبه الرئيسين السابقين ميشال عون وإميل لحود لأن حزب الله يريد رئيساً يطمئن المقاومة ولا يطعنها في الظهر. وهذا ما عاد وأكد عليه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي قال “في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد”، معتبراً أن “الشغور الرئاسي يصنعه عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم، يكون هناك رئيس للجمهورية”.

وقد خلقت هذه المواقف انطباعات سلبية حول ما ينتظر استحقاق رئاسة الجمهورية واستدعت ردود فعل سياسية من بينها لمرشح القوى السيادية النائب ميشال معوض الذي رد على نصر الله ومناداته برئيس لا يخاف من السفارة الأمريكية بقوله “نعم نريد رئيساً لا يخاف من أي اتصال لا من سفارة، ولا ميليشيا. رئيس لا يقبل بمحاصصات على حساب المؤسسات، رئيس يطبق الدستور ويحارب الفساد ويحمي مصالح لبنان العليا وحقوق كل اللبنانيين. رئيس لا يقبل بأي قرار خارج المؤسسات ولا بأي سلاح خارج إمرة الدولة، وكرمال هيك ترشحت ومستمر بترشيحي”.

وجاءت المؤازرة من قبل عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك الذي سخر في تغريدة من الرئيس الذي يطالب به نصر الله بقوله: “رئيس السيد حسن: عندما يناديه وفيق يستفيق… عندما يناديه قاووق بيروق… عندما يناديه بشار ينهار. في الليل يتعامل بالتومان وفي النهار يصرف دولار… يُجير دور الجيش للمقاومة وما بيسأل ليش… يَشتُم العرب كلما دعت الحاجة ويطلب دعمهم عندما يحتاج. باختصار هيدا مرؤوس مش رئيس”.

بدوره، أكد النائب أشرف ريفي أن “نصر الله الذي خون ثورة اللبنانيين معترفاً بأنه أبو المنظومة وأمها، ما زال يتحدث عن “المقاومة” متجاهلاً أنه رعى اتفاق التطبيع من دون توقيع مع إسرائيل وبوساطة أمريكية”. وتوجه إليه بالقول “خطابك الخشبي تخطاه الزمن، ولن يُفرض على لبنان رئيس يحمي سلاح الغدر والغلبة. نُريد رئيساً يحمي لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين من كل المخاطر والتهديدات بما فيها خطر سلاحكم وخطركم. حان الوقت لتتعظوا من ثورة الشعب الإيراني البطل على نظام الملالي”.

أما في المواقف الروحية فبرز كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي رأى أنه “كلما وصلنا إلى استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، يبدأ اختراع البدع والفذلكات للتحكم بمسار العملية الانتخابية ونتائجها على حساب المسار الديمقراطي، علماً أن الدستور واضح بنصه وروحه بشأن موعد الانتخاب، ونصاب انعقاد الجلسات ودوراتها الأولى والتالية، ونصاب الانتخاب”.

وقال الراعي في عظة الأحد “يتكلمون عن رئيس توافقي. الفكرة مرحب بها في المبدأ، شرط أن لا تكون حقاً يُراد به باطل، وشرط أن يتم اختيار رئيس حر يلتزم بقسمه والدستور؛ ويكون قادراً على وقف النزاعات وإجراء المصالحات، وشد أواصر الوحدة الداخلية. الرئيس التوافقي بمفهومنا هو صاحب موقف صلب من القضايا الأساسية، وصاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء والمستقويين، ولا أمام الضعفاء والمستضعفين، لا في الداخل ولا في الخارج. الرئيس التوافقي هو الذي يحترم الدستور ويطبقه ويدافع عنه، ويظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، وهي تلتف حوله وتؤيده ويكون مرجعيتها وتطمئن إلى رعايته. ليس الرئيس التوافقي رئيساً ضعيفاً يدير الأزمة، يداوي الداء بالداء، ويداري العاملين ضد مصلحة لبنان. ولا رئيساً يبتعد عن فتح الملفات الشائكة التي هي السبب الأساس للواقع الشاذ السائد في كل البلاد. ولا رئيس تحد يفرضه فريقه على الآخرين تحت ستار التفاوض والحوار والتسويات والمساومات، أو يأتون ببديل يتبع سياسة الأصيل نفسها. فيتلاعبون به كخف الريشة ويسيطرون على صلاحياته ومواقفه ويخرجونه عن ثوابت لبنان التاريخية ويدفعونه إلى رمي لبنان في لهيب المحاور”.

وأضاف البطريرك في قداس شاركت فيه الرابطة المارونية “الرئيس الذي نريده هو رئيس على مقياس لبنان واللبنانيين، يرفع صوته في وجه المخالفين والفاسدين ومتعددي الولاءات انطلاقاً من موقعه المترفع عن كل الأطراف؛ والذي يقول للعابثين بمصير البلاد: كُفوا إساءاتكم إلى لبنان، وكُفوا عن تعذيب اللبنانيين، وكُفوا عن المضي في مشاريع مكتوب لها السقوط الحتمي آجلاً أو عاجلاً لأنها ضد منطق التاريخ، وضد منطق لبنان. الرئيس الذي نريده هو الذي يتحدى كل من يتحدى اللبنانيين ولبنان، والذي يقضي على المساعي الخفية والظاهرة إلى تغيير هوية لبنان الوطنية والتاريخية”.

وتابع “مهما كان شكل لبنان الجديد مركزياً أو لامركزياً، فلن نسمح بالقضاء على خصوصيته وهويته وعلى تعدديته، وعلى كل ما يمثل في هذا الشرق من وطن شكل ملاذاً وطنياً آمناً للمسيحيين كما لسواهم كي يعيشوا بإخاء ورضى ومساواة، وشراكة في ما بينهم في دولة ديمقراطية حضارية. فمن أجل هذه الأهداف السامية نشأ لبنان سنة 1920 وهكذا سيبقى. فلا يمكن التنكر لكل تضحياتنا من أجل لبنان وكل اللبنانيين، وللشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن هذا النموذج الحضاري وإنقاذاً للشراكة الوطنية. هذه خصوصية ثابتة مدى الدهور. وبقدر ما نحن حاضرون للنضال والكفاح لمنع تغيير وجه لبنان بقيمه وبخصوصيته، فإنا مستعدون أكثر فأكثر للتفاوض والحوار حول تطوير لبنان في إطار الحداثة والعدالة والحياد واللامركزية الموسعة ومقترحات أخرى… إن الرئيس التوافقي المنشود لا يمكن اختياره إلا بالاقتراعات اليومية المتتالية والمشاورات بين سائر الكتل النيابية”.

وختم الراعي: “أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات الخمس في مثابة مسرحية-هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويعتبرون أنه غير ضروري للدولة، ويحطون من قيمة الرئيس المسيحي-الماروني، بالإضافة إلى فشل كل الحوارات الداخلية أو بالأحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر إعلان بعبدا سنة 2012، لا نجد حلًا إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استناداً إلى دستورها أولاً ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان. فإن أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورط لبنان في أخطار غير سلمية ولا أحد يستطيع احتواءها في هذه الظروف. إن الأمم المتحدة معنية مع كل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان أن تتحرك لعقد هذا المؤتمر. ولقد رأينا أن هذه الدول حين تريد تحقيق شيء تحققه فوراً مهما كانت العقبات، ولنا في سرعة الوصول إلى اتفاق لبناني إسرائيلي برعاية أمريكية حول ترسيم الحدود البحرية والطاقة، خير دليل على قدرة هذه الدول إذا حسمت أمرها”.

وسرعان ما جاء الرد على الراعي من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي اعتبر “أن تطويب لبنان للخارج ممنوع، والمؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية، وتجريب المطابخ الدولية مرة أخرى نحر للبنان، والحرب الأهلية مثال قريب على اللعبة الدولية، لذلك الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصراً لا بأي مؤتمر دولي، والتخلي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية، والرئيس المطلوب يجب أن يكون رئيساً توافقياً لكل اللبنانيين وبمقاس مصالح لبنان أولاً”.

وكانت الأزمة اللبنانية شكلت جانباً من الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حيث شددا بحسب قصر الاليزيه “على ضرورة انتخاب رئيس للبنان واجراء إصلاحات هيكلية في البلاد”. وتناول الاتصال “الأخطار التي تهدد استقرار المنطقة وتوافقا على تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين.

Monday, November 14, 2022 - إقرأ الخبر من مصدره

إضغط هنا للانضمام الى قناة صدى الارز على Youtube

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top