Share

3 سنوات على انتفاضة 17 تشرين في لبنان ونواب التغيير أمام امتحان الانتخابات الرئاسية
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
ثلاثة أعوام مرّت على انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر التي قامت ضد زيادة 6 دولارات على تطبيق واتساب قبل أن تتسع لتصبح ثورة ضد الفساد والطبقة الحاكمة في لبنان من خلال تظاهرات وتجمعات شعبية حاشدة. وبالرغم من أن رئيس الحكومة، حينها، سعد الحريري، استجاب لصرخات الغضب وقدّم استقالة حكومته، إلا أن هذه الثورة لم تحقق التغيير الكامل المنشود لدى اللبنانيين ولم تنجح في حمل رئيس الجمهورية ميشال عون على الاستقالة، بعدما تلقّى دعم حزب الله، الذي هاجم مناصروه خيم المعتصمين في ساحة الشهداء ورياض الصلح أكثر من مرة.

وبعد ثلاثة أعوام، تمكّن التغييريون من إيصال 13 نائباً إلى مجلس النواب، إلا أن أداءهم لغاية الآن لم يحمل جديداً. ويحذّرهم البعض ممن نزلزا إلى الساحات من السقوط في الامتحان بفصلهم بين السيادة والإصلاح وبمساواة بعضهم بين السياديين والراغبين ببناء الدولة من جهة وبين محور الممانعة والسلاح خارج الدولة من جهة أخرى، إضافة إلى عدم تبنّي مرشح القوى السيادية النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية وطرح أسماء يرضى عنها حزب الله وفريق 8 آذار/مارس، ما يؤدي إلى إضعاف موقف هذه القوى داخل المجلس وعدم تمكينها من انتخاب رئيس سيادي. وقد قال معوض إن “مبادىء 17 تشرين لا يمكن أن تتحقق بانتخاب رئيس رمادي يكون عاجزاً عن استعادة سيادة الدولة وعن فرض تحقيق الإصلاحات ومحاسبة المرتكبين”. إلا أن تعدد الآراء داخل “تكتل التغيير” يحول دون السير بترشيح معوض على عتبة أيام من نهاية العهد الذي يحاول وتياره توظيف اتفاق الترسيم في سياق تعويم نفسه ووضع شروط على التشكيلة الحكومية بما يجعل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يُمسك بقرارها في حال الفراغ الرئاسي. ولا يبدو أن الرئيس عون قبل نهاية ولايته في وارد تغيير عادته وتسهيل تأليف الحكومة أو تعويم حكومة تصريف الأعمال إذا لم يؤخذ بشروطه، فيما الرئيس نجيب ميقاتي ليس متحمساً للقبول بشروط عون وباسيل في آخر اسبوعين من الولاية.

وفي إطار الخطوات التي يلجأ إليها باسيل بعد موضوع الترسيم الذي يقول إنه لعب دوراً خلف الكواليس في التوصل إليه، لم يكن صدفة تلميحه إلى احتمال إعلان ترشيحه إلى الرئاسة وهو زار لهذه الغاية رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد من نواب التيار لتسليمه ورقة التيار للأولويات الرئاسية. وقال باسيل بعد اللقاء “من غير الممكن أن نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية في ظل عدم التوافق لا الثلثين ولا النصف مع أي مجموعة نيابية فمن الضروري أن نتكلم مع بعض. ولا أعتقد أن أحداً يتوهم أنه من الممكن أن نصل إلى نتيجة ونتجنب الفراغ من دون الحوار”. وأضاف: “سعيد أننا وجدنا لدى الرئيس بري كل التفهم والاستعداد والإيجابية اللازمة للقيام بهذا الحوار. وأعتقد أن لدى الرئيس بري دوراً في هذا المجال. فالرغبة في التحاور موجودة ليس فقط على المرحلة إنما أيضاً على الأسماء. لأننا لن ننتخب برنامجاً في الصندوق، إنما أسماء في الصندوق”.

وعن فتحه صفحة جديدة مع الرئيس بري، قال “بغض النظر، أعتقد أن هذا الأمر طبيعي. كيف بدنا ننتخب رئيس للجمهورية وما منحكي مع بعضنا. هذا لا يلغي الخلافات السياسية وكل واحد عنده موقفه. نحن محكومون، في ظل نظامنا بالتوافق إذا لم يكن هناك إجماع إنما توافق حد أدنى يؤمن الثلثين ويؤمن النصاب والـ65 صوتاً”.

وكان وفد من التيار ضمّ النائبين سيزار ابي خليل وغسان عطالله زار أيضاً “اللقاء الديمقراطي” حيث التقى رئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط بحضور النائب مروان حمادة وأمين السر النائب هادي أبو الحسن الذي وصف اللقاء بأنه “كان صريحاً ولاستمرار النقاش مع الكتل كافة رغم الاختلافات الموجودة من أجل خلاص”.

بدوره، قال ابي خليل: “كان هناك تلاق على بعض النقاط وكان هناك نقاش في نقاط أخرى واتفقنا على استكمال النقاش في جلسات لاحقة”.

كما زار وفد من التيار كتلة نواب حزب الله وكتلة نواب جمعية المشاريع الإسلامية.

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top