حوار بري يطير بعد رفض القوات و التيار .. وجلسات المهزلة تتكرّر بنسختها العاشرة
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
طار الحوار الذي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري ينوي إقامته في ساحة النجمة بعد غد الخميس لاستكشاف إمكانية التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، بدلاً من جلسات الانتخاب التي تحوّلت إلى مهزلة في عيون اللبنانيين.

وقد جاء موقف “القوات اللبنانية” من دعوة الرئيس بري حاسماً لجهة رفض هذا الحوار، ما جعل رئيس المجلس، الذي لا يريد حواراً بمن حضر، يستعيض عن طاولة الحوار المستديرة بالدعوة مجدداً إلى جلسة انتخاب جديدة، يوم الخميس، ستكون الأخيرة هذا العام. فالرئيس بري يعتبر أن أي حوار بمعزل عن كتلتي القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحر لن يؤدي إلى نتيجة بل إلى مزيد من التعقيد. وسبق لرئيس التيار جبران باسيل أن تحفّظ على دعوة بري الحوارية بقوله: “نحن مع مبدأ الحوار والتشاور، ولكن ما فيك بمطرح تضربني بخنجر وبعدين تدعوني إلى الحوار، هناك جرح كبير والرئيس بري لا يحتاج إلى من يعلّمه عن الميثاقية التي يصرّ على تطبيقها في مجلس النواب”.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، ووسط تساؤلات عن إمكانية تبديل فريق “حزب الله” وحلفائه وتيرة تعطيل الجلسات، صدر موقف القوات اللبنانية من الحوار إذ دعت الرئيس بري إلى “سحب دعوته والعودة إلى نصوص دستورنا الواضحة من خلال دعوة المجلس إلى عقد جلسات مفتوحة لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية”. وتربط القوات موافقتها على الحوار بإجراء دورة أولى وترك الجلسة مفتوحة للقيام بمشاورات خارجها مع رؤساء الكتل لحل الإشكال ثم العودة لاستئناف الجلسة حتى انتخاب رئيس وإلا لا جدوى من الحوار.

بيان القوات

وأكدت الدائرة الإعلامية في القوات “أن القاصي والداني يعلم أن “القوات اللبنانية” لم تتخلّف يوماً عن المشاركة في طاولات الحوار، اعتباراً من عام 2006، وكان آخرها مشاركتها في طاولة الحوار الاقتصادي التي عقدت في قصر بعبدا بتاريخ 2 أيلول/سبتمبر 2019 التي دعا إليها رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، حيث حضر رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في عزّ االخلاف السياسي مع رئيس الجمهورية وفريقه، وأدلى بموقف “القوات اللبنانية” آنذاك ونظرتها إلى كيفية معالجة التدهور الاقتصادي، التي لو أُخِذَ بها لكانت وفّرت على لبنان معاناته الحالية وأزماته وانهياراته المتلاحقة”.

وأشارت القوات، في بيانها، إلى أنه “وعلى الرغم من يقين “القوات اللبنانية” الثابت بأن طاولات الحوار الوطني إنما تستلزم لنجاحها نوايا وطنية صافية ومساواة بين المتحاورين في الحقوق والواجبات، الأمر الذي لم يتوفّر يوماً، فإنها مع ذلك استمرت بالمشاركة في جلسات الحوار أيّاً يكن الداعي إليها، سواء كان رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس النيابي، لأن تلك الجلسات لم تكن، على علّاتها، حاجبةً لموجبات دستورية أو حالّةً محل القيام بما ينصّ عليه نص دستوري آخر. أما أن تكون الدعوة إلى الحوار، أي حوار، بمثابة تعطيلٍ واضح لموجب دستوري كانتخاب رئيس للجمهورية، أو تمديدٍ غير معروف الأفق السياسي، ولا السقف الزمني لواقع الشغور الرئاسي، كما هي حال الدعوة إلى جلسةٍ للحوار يوم الخميس المقبل، فإن “القوات اللبنانية” ترفضها رفضاً قاطعاً بما لا يحتمل أي لبس أو تأويل”، مضيفة: “بمعزل عن الدخول في نوايا الداعي إلى الحوار، ولا أيضاً في نوايا من سيلبّون دعوته، ترى “القوات اللبنانية” أن استبدال جلسات انتخاب الرئيس من قبل مجلسٍ نيابي أصبح في حالة انعقاد دائم بحسب أحكام المادة 74 من الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية، يشكّل سابقةً دستورية خطيرة تحذّر القوات من إرسائها، وتضعها برسم الرأي العام اللبناني الذي وحده يعنيها، لأنها تتحمّل مسؤولية تمثيله بما تشكّله من كتلة نيابية هي الأكبر في البرلمان اللبناني”.

وختمت القوات بيانها: “إزاء مَن ينبري عن سوء نية لاتهامها برفض فكرة الحوار والوقوف بوجهه، ترد باتهام واضح وبأشد العبارات بأن من يعطّل تطبيق الدستور ومن يمدّد من عمر الشغور الرئاسي، وبالتالي من عمر الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي لا يؤدي تعطيل انتخاب الرئيس سوى إلى مفاقمتها، هو من تجب مساءلته أمام الشعب والتاريخ، وهي إذ تكرر عدم رفضها مبدأ الحوار عندما يعقد في زمانه الصحيح، تطالب رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري بسحب دعوته إلى الحوار والعودة إلى نصوص دستورنا الواضحة من خلال دعوة المجلس إلى عقد جلسات مفتوحة لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد للشعب أمله بوطنه وللسلطات الدستورية انتظامها”.

إلى ذلك، برز تقاطع وتباين واضح بين رئيس التيار جبران باسيل وبين رئيس حزب القوات سمير جعجع، فالرجلان متفقان، كل بحسب اعتباراته، على رفض ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، لكنهما مختلفان على ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، إذ رفض باسيل معادلة إما فرنجية وإما قائد الجيش، فيما جعجع لا يتبنى هذه المعادلة ولا يضع فيتو على ترشيح قائد الجيش، ولا يقف عائقاً أمام انتخابه في حال تأكد حصوله على 86 نائباً.

ميقاتي عند بري

تزامناً، وبعد زيارته بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لتهدئه خاطره بعد عقد جلسة لمجلس الوزراء بدعم من الثنائي الشيعي، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عين التينة، واجتمع بالرئيس بري للبحث معه في المستجدات، ولوضعه في صورة اللقاءات الإيجابية التي أجراها في السعودية أخيرا،ً وخصوصاً مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي خلال ندوة عن “آليات التنسيق في مكافحة الإرهاب” أكد ميقاتي “أن لبنان من أكثر الدول التي عانت من الأعمال الأرهابية، ولكنها قوبلت بحزم من قبل الجيش والقوى الأمنية”، وقال “تمكنت العين الأمنية الساهرة من كشف الكثير من العمليات الإرهابية قبل أوانها وتوقيف أفرادها”.

Wednesday, December 14, 2022 - إقرأ الخبر من مصدره

إضغط هنا للانضمام الى قناة صدى الارز على Youtube

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top