جنبلاط لم ينجح بإقناع بري بالتخلّي عن فرنجية.. وقمة روحية مسيحية تنادي بانتخاب الرئيس
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
يبدو أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يقود مسعى لاختراق الحواجز الرئاسية والخروج من دوامة الورقة البيضاء لم ينجح في إقناع صديقه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتخلي عن دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والسير بأحد الأسماء التي تتضمنها لائحته الثلاثية وفي طليعتها اسم قائد الجيش العماد جوزف عون.
وليس الرئيس بري وحده غير مقتنع بالتخلي عن خيار فرنجية بل إن حزب الله أكثر تمسكاً به انطلاقاً من مطالبته برئيس لا يطعن ظهر المقاومة. وأفيد بأن الثنائي الشيعي يجيب من يفاتحه بخيار قائد الجيش بأنه يحتاج إلى تعديل دستوري وهذا يتطلب تصويت 86 نائباً وظروفاً ملائمة وهي غير متاحة حالياً.
وفيما يسعى الثنائي للسير بخيار فرنجية من خلال تأمين 65 صوتاً له ولو من دون موافقة الكتل المسيحية المتمثلة بالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب، يرى الزعيم الدرزي أنه من الأفضل عدم فرض مرشح على المسيحيين، من هنا يطرح سلّة أسماء لا تقتصر فقط على قائد الجيش والوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين بل تتعداهم إلى المرشحة مي الريحاني، التي وفق المعلومات هي في طريقها للعودة من الولايات المتحدة إلى بيروت لتكون على تماس مباشر من المشاورات الجارية على خط الاستحقاق.
نصاب القوات
وبحسب المعلومات، فإن الثنائي الشيعي يعوّل على كلام سابق لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يقول فيه إن “تكتل الجمهورية القوية” قد يعطّل نصاب جلسة أو جلستين أو ثلاث لمنع انتخاب رئيس من فريق 8 آذار/مارس ولكنه لن يستمر في تعطيل الجلسات، وهذا ما يقرأ فيه الثنائي أن القوات قد تؤمن النصاب لانتخاب فرنجية من دون أن تصوّت له ما يتيح انتخابه بالرقم الذي انتخب به بري رئيساً للمجلس مرة جديدة.
إلا أن جعجع عدل أخيراً عن هذا الموقف وعاد للتمسك بترشيح النائب ميشال معوض، نافياً وجود خطة “ب”، خلافاً لرؤية جنبلاط، الذي يعتبر “أننا وصلنا مع المرشح معوض إلى أفق شبه مسدود”.
وفي وقت حاولت صحيفة “الأخبار” زرع الشقاق بين جنبلاط وجعجع من خلال قولها إن “أحد أسباب حراك جنبلاط “تخوفه الجدي من الخطاب التقسيمي الذي انطلق في البلد وعرّابه رئيس حزب القوات الذي يروّج لدى السعوديين فكرة ترك البلد ينهار بالكامل وتقسيم مناطقه بحيث يسيطر هو على المنطقة الشرقية”، فقد ردّت الدائرة الإعلامية في القوات على ما سمّته “بثّ الشائعات والأكاذيب والأضاليل”، نافية جملة وتفصيلاً ما أوردته الصحيفة، ومؤكدة “أن القوات مؤتَمَنة على لبنان 10452 كلم 2 ونهائية الكيان وسيادته وهي ضدّ التقسيم ومع لبنان الموحد تحت سقف الدولة الفعلية والدستور”، ولفتت إلى “أن خطاب ومشروع “القوات اللبنانية” إضافةً إلى أدبياتها تعكس تطلعات اللبنانيين السياديين جميعهم، مسيحيين ومسلمين، وهي حريصة على الجسم اللبناني السيادي من بنت جبيل وصيدا وجزين، مرورًا في بيروت والجبل، وصولاً إلى طرابلس والشمال كله والبقاع، ولن تتخلى عن أي مساحة لبنانية لمشروع لا يمُّت إلى لبنان بصلة”، وختمت “إن مَن يعمل للتقسيم هو الفريق الذي يعطِّل قيام الدولة الفعلية ولا يلتزم باتفاق الطائف ويدفع اللبنانيين إلى اليأس والهجرة، وبالتالي هذه التهمة مردودة شكلاً ومضمونًا”.
رئيس “الأحرار”
وفي المواقف، علّق رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل دوري شمعون على تحرك جنبلاط الرئاسي وطرحه أسماء للرئاسة، فقال في حديث مع “القدس العربي”: “لا شك أن الأستاذ وليد جنبلاط لديه تصوّر للأزمة اللبنانية ولديه الصوت الدرزي المهم جداً بالنسبة للانتخابات، ومهما حصل لا أعتقد أن وليد جنبلاط يصوّت لرئيس جمهورية يشتغل ضد مصلحة لبنان، لأن لبنان قائم على المصالحة التي حصلت في الجبل، ويجب أن يكون لدينا في المستقبل رئيس جامع وحاضن لكل الطوائف ويكون في الوقت ذاته على مسافة واحدة من الجميع ويتمتع بالكفاءة والروح الوطنية كي نستطيع إخراج البلد من هذه الأزمة”.
وردّ شمعون على محاولات الثنائي الشيعي تأمين 65 صوتاً لفرنجية ولو من دون موافقة الكتل والأحزاب المسيحية، فقال “مع احترامي لوجهة نظر الكل، البلد لا يمشي على الثنائي الشيعي ولا على الثنائي المسيحي إنما يمشي على الإجماع لأن الرئيس سيكون رئيساً لكل اللبنانيين. لذلك أريد القول إن أي شيء لا يمكن أن يتم بالقوة ولا يمكن لأحد أن يفرض علينا خيارات ليست متناسبة مع فكرنا ونظرتنا المستقبلية للبلد، واذا أرادوا أن يكملوا بهذه الطريقة فتكون تلك محاولة انقلابية أخرى بعد الانقلاب على القضاء، وأحذّر من أن خطوة كهذه ستسبّب مشكلة كبيرة ليس من السهولة أن تنتهي”.
وعن امتناع الرئيس بري عن تحديد موعد لجلسة انتخاب جديدة بعد اعتصام النواب، قال “أحب في البداية أن أهنّىء النواب الذين قاموا بهذا الاعتصام الذي هو اعتصام معنوي أكثر مما هو انتخابي، والأسباب عديدة إنما النتائج واحدة. المطلوب في أسرع وقت أن تُعقَد جلسة انتخابية ولا أعرف الداعي ولا الدوافع التي تدفع الرئيس بري للامتناع عن تحديد جلسات انتخابية، إنما الوقت ليس لمصلحتنا وليس لمصلحة لبنان ويجب البت بهذا الأمر في أسرع وقت، ويجب توجيه السؤال للأستاذ نبيه بري بالمباشر”.
وهل يتطابق رأيه مع رأي جنبلاط أن ترشيح النائب ميشال معوض وصل إلى أفق مسدود، أجاب “أن النائب معوض دعمناه لأكثر من 12 جلسة لغاية الآن، ولكن في حال أصبح الأفق بالنسبة إليه شبه مسدود، وإذا كنا سنتابع بترشيحه أو بترشيح أي شخص آخر لديه نفس التطلعات، فهذا الفكر هو الذي يمثلنا وهو الأقرب لكل اللبنانيين، ويجب أن نجد حلاً آخر بالتشاور معه في حال عاد عن ترشحه”.
القمة الروحية
تزامناً، عقدت في بكركي قمة روحية مسيحية ضمّت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والبطاركة الكاثوليك والأورثوذكس في ترجمة لحجم القلق المسيحي من أزمة الشغور الرئاسي.
وجاءت هذه القمة بعد بيان لمجلس المطارنة الموارنة جدّد “الإلحاح على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيارِ رئيسٍ جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته”.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها