الراي الكويتية تكشف تفاصيل تهديد باسي لحزب الله
الري الكويتية
Thursday, April 21, 2022
إذا كان «زلزالُ القرن» في تركيا وسورية وما خلّفه من فواجع بشرية ومادية وفرْضه أولوياتٍ جديدة على ضفتيْ الإغاثة والسياسة وإعادة الإعمار لاحقاً، لم يهزّ شعرةً في الرؤوس الحامية في لبنان التي تمْضي في دفْع البلاد نحو المزيد من الانهيارات تحت سقف شغورٍ رئاسي يفرّغ سائر المؤسسات الدستورية، فإن لا شي سيوقف مسارَ انحدار الوطن الصغير نحو ارتطام مريع يُمْسِك اللبنانيون وحدهم بأيديهم حبْل النجاة منه.

هذه الخلاصة تعبّر عنها أوساط واسعة الاطلاع أعربت عن صدمتها من أن كارثة مروّعة بحجم التي ضربت تركيا وسورية، وكان يمكن أن يكون لبنان مسرحها وهو «مرشح دائم» لمثلها، لم تدفع أياً من المعنيين بالأزمة الكبرى التي تضرب «بلاد الأرز» إلى إعلاء أولوية تصفيح الواقع اللبناني سياسياً كمدخلٍ لردم التشققات المالية «الموصلة» إلى جهنم، بل استمرّ التمترس الحاد على تخوم صراعٍ يخفت ويشتدّ منذ نحو عقدين ولكنه بلغ في 2023 ذروته بعدما تَشابَكَ الفراغ الرئاسي مع «العاصفة الكاملة» المالية - الاقتصادية - المصرفية - النقدية - المعيشية ومع وجود حكومةٍ مستقيلةٍ انتقلتْ إليها «كرة النار».

وفيما كانت أعمال الإغاثة في تركيا تحمل أنباء دراماتيكية عن انتشال جثث 3 أطفال لبنانيين ووالدتهم ووالدهم من تحت الأنقاض (عائلة ابرهيم خلف) وجثة سوزان سهيل الأحمد، وسط تقارير عن أن عددَ الضحايا اللبنانيين يناهز 20 حتى الساعة (مقابل 40 ناجياً) فيما لا يزال نحو 34 في عداد المفقودين، بدت عمليةُ «الإنقاذ السياسي» للاستحقاق الرئاسي عالقة تحت ركام المكاسرة الداخلية ذات الامتداد الاقليمي والتي حوّلت البلاد منذ 2005 ساحةً لحرب النفوذ في المنطقة وترسيماتها فوق الخرائط المدماة.

وإذ تتصدّر الأسبوع الطالع الذكرى 18 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري التي يحييها «تيار المستقبل» غداً أمام الضريح (وسط بيروت) في ظلّ انطباعٍ بأن هذه المناسبة ستتحوّل «استفتاءً شعبياً» تحت عنوان «ما خلصت حكاية» الحريرية السياسية، من دون أن يعني ذلك بأي حال، أقله في المرحلة الراهنة، كسْر الرئيس سعد الحريري (يفترض أن يكون عاد الى بيروت) قراره بتعليق العمل السياسي، فإن الانسداد الكامل في الأفق الرئاسي بات ينذر بمزيد من العصف في اتجاهات عدة، وسط خشيةٍ من «صواعق» إضافية ستستجلبها الدعوةُ لإطلاق عجلة العمل التشريعي في كنف الشغور الرئاسي (بين الموالاة وغالبية المعارضة)، بعدما كان إدارة حكومة تصريف الأعمال محركات اجتماعاتها أحدث جَلَبةً وتصدّعات بين ركنيْ الموالاة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».

ويسود ترقُب لِما إذا كان «التيار الحر» سينسحب من تغطية جلسة البرلمان تحت عنوان «تشريع الضرورة» ما لم يحمل اجتماع هيئة المكتب اليوم تقليصاً لجدول الأعمال الفضفاض من 67 بنداً لمصلحة حصره ببنود طارئة، ولا سيما بعدما رسم بيان النواب الـ 46 من المعارضة (بينهم القوات اللبنانية وكتلة الكتائب ومن النواب المستقلين المسيحيين) سقفاً عالياً حيال أي استسهالٍ للقفْز فوق أولوية انتخاب الرئيس والتطبيع مع الشغور، وهو ما لاقاه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس معلناً «ان عدم إلتئام البرلمان والتمادي في الشغور لا يبرّر مخالفة المادّتين 74 و75 من الدستور اللتين تعلنان»المجلس النيابي هيئة إنتخابيّة لا تشريعيّة«، معتبراً»ان مخالفتهما تنسحب على مخالفة المادّة 57 المختصّة بصلاحيّة رئيس الجمهوريّة«، ومعوّلاً»على حكمة رئيس مجلس النواب للمحافظة على وحدة المجلس".

وفي موازاة ذلك، ما زالت علاقة «حزب الله» و«التيار الحر» في دائرة المعاينة اللصيقة في ضوء اهتزازها القوي على خلفية مزدوجة: الأولى اعتبار الحزب زعيم «المردة» سليمان فرنجية مرشحه رقم واحد، وإن من دون إعلان رسمي، ورفْع منسوب «التمسك به» ومحاولات استدراج توافقات على انتخابه سواء عبر حوار داخلي، أو من خلال اعتبار أي دخول خارجي على خط الأزمة اللبنانية «إملاءات» ما لم يكن لتغطية وصول رئيس «لا يتلقى التعليمات من سفراء».

والثانية اجتماعات الحكومة التي يمضي التيار في مقاطعتها بوصفها «مجزرة ميثاقية» فيما يصرّ «حزب الله» على تغطيتها تحت عنوان «الملفات المُلِحّة».

وعلمت «الراي» من مصادر مطلعة أن علاقة «حزب الله» و«التيار الحر» وصلتْ الى مفترق حقيقي بات معه السؤال «هل وصلت إلى القطيعة المؤكدة»، كاشفة أن رئيس التيار النائب جبران باسيل أبلغ أخيراً إلى الحزب أن التفاهم ذاهب الى النهاية ملوّحاً بفسخ التحالف بحال شارك وزراء حزب الله في جلسة جديدة للحكومة وإذا بقي على دعم ترشيح فرنجية.

وبحسب ما كشفتْه المصادر لـ «الراي»، فإن «حزب الله» أبلغ الى باسيل رسمياً أنه سيشارك في جلسات الحكومة «كلما اقتضت الحاجة ومصلحة البلاد» وأنه «مع نواب سنّة وبعض المسيحيين سنستمرّ في دعم فرنجية»، وهو ما فُسِّر على أنه دعوة رئيس التيار لـ «افعل ما شئت...».

ولم تستبعد المصادر المطلعة في ضوء الارتجاج التصاعدي في العلاقة، أن يذهب التيار الحر إلى تشرذم وأن يكون هناك في صفوفه من كبار المسؤولين غير المستعدّين للخصومة مع «حزب الله»، ناقلة أجواء غير بعيدة عن الحزب مفادها بأن الأخير أعطى باسيل 6 سنوات (طوال عهد الرئيس السابق ميشال عون) ليفعل شيئاً ولكن جلّ ما قام به هو الدخول إلى ملعب الحزب والهجوم على الرئيس نبيه بري.

Monday, February 13, 2023 - إقرأ الخبر من مصدره

تابعوا أخبارنا عبر خدمة : google-news

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2023 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top