تكتيك مختلف لحزب الله في إدارة معركة فرنجية ولماذا يتمترس خلف الورقة البيضاء؟
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
لم تكن الجلسة الانتخابية الثامنة لانتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب إلا حلقة جديدة من مسلسل الإمعان في التعطيل والتصويت لتسميات وأوراق لا صلة لها بالاستحقاق الرئاسي، الأمر الذي يزيد من مستوى الريبة حول الأهداف الكامنة لدى بعض الأطراف في تضييع البوصلة وتقديم خدمة مجانية للقوى المعطلة للانتخابات الرئاسية.

وإذا كان «تكتل التغيير» بات تكتلات وتعصف بين أعضائه الخلافات، وإذا كان أكثرية النواب السنّة من الذين يدورون سابقاً في فلك «تيار المستقبل» يصوّتون لـ «لبنان الجديد» ولم يحسموا خيارهم الرئاسي بوضوح في انتظار كلمة سر من مكان ما، الأمر الذي يحرم المرشح ميشال معوض من فرصة تأمين 60 صوتاً أو أكثر تؤهله للمنافسة الجدية، بإستثناء الدعم الواضح من أحزاب القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي والكتائب و«حركة تجدد» فإن وضع فريق 8 آذار ليس بحال أفضل في ظل عدم قدرة حزب الله على إقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالسير بخيار رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي يبقى إسمه متقدماً لدى الثنائي الشيعي على باسيل، ويحاول اعتماد هذا الخيار بموافقة باسيل لعدم خسارة الحليف المسيحي الأبرز لدى هذا الفريق.

ويعتمد حزب الله تكتيكاً جديداً في تسويق فرنجية بخلاف ما فعله في معركته الرئاسية دعماً للرئيس ميشال عون وإن كانت الوسيلة تؤدي إلى النتيجة ذاتها وهي تعطيل انتخاب الرئيس. فالحزب لم يعلن لغاية الآن دعمه العلني لفرنجية وينتظر تساقط فرص بعض المرشحين ومن بينهم معوض قبل ولوج المعركة الرئاسية بوضوح. وفي انتظار جلاء الصورة وترقّب ما ستؤول إليه أي مبادرة فرنسية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول امكان دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، فإن حزب الله يتمترس وراء الورقة البيضاء.

وقد سألت «القدس العربي» عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب ابراهيم الموسوي إلى متى سيبقى حزب الله ملتزماً بالورقة البيضاء؟ فقال «الالتزام بالورقة البيضاء هو من أجل غاية، والغاية هي انتخاب رئيس جمهورية. عندما لا تتمترس خلف مرشح رئاسي وإسم معيّن يمكن أن يشكّل استفزازاً أو تحدياً للطرف الآخر هذا يعني أنك تفتح المجال واسعاً أمام توافقات. نحن نعرف أن ليس لدينا أغلبية تستطيع أن تأتي برئيس والآخرون ليس لديهم أغلبية تستطيع أن تأتي برئيس، لأجل ذلك يجب أن تكون هناك مساحة تقاطع وتوافق على مرشح رئاسي ينال أو يحظى بتوافق بين الجميع بملاحظات أو بشروط معينة. ما طرحناه حتى الآن لا نسمّيه شروطاً ولا مطالب بل هي مواصفات بديهية تتعلق برئيس الجمهورية لا يطعن بشريحة واسعة من المجتمع اللبناني. أنت تعرف أن الفريق الذي يؤيد المقاومة هو موزّع على كل الطوائف وعلى كل الأطياف السياسية وبالتالي هذا ليس مطلباً، ونحن عندما نقترع بورقة بيضاء نفتح المجال لمزيد من التوافق والتقاطع حول إسم معيّن بدل التمترس خلف إسم نستفز فيه الآخرين».

وسئل لكن البعض يعتقد أنكم تتبعون نفس النهج الذي جئتم به بالرئيس ميشال عون تعطلون سنتين ونصف حتى تأتوا بالرئيس الذي تريده المقاومة؟ أجاب «هناك من يعتقد أنه توجد كائنات فضائية فليعتقد مَن يريد أن يعتقد بما يعتقد، ما نفعله واضح أمام كل الناس الذين يشتغلون سياسة بأننا نشتغل بطريقة مسؤولة وبطريقة جدية من اجل إنقاذ البلاد، وموضوع انتخاب رئيس جمهورية هو مدخل اساسي وإلزامي من اجل توليد السلطة في البلد من خلال الآليات الدستورية».

ومتى ستعلنون دعم ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية؟ يجيب «هو من الأسماء الراجحة والوازنة والموجودة، والجميع يتداول بها، يبقى أنك عندما لا تطرح إسماً يعني أنك تفسح في المجال امام أعلى مستوى من التوافق».

ويؤكد الموسوي «وجود خطوط مفتوحة مع بكركي ولجنة تنسيق» لكنه يوضح «انا لست على اطلاع تفصيلي الآن إذا جرت أي اتصالات ولكن ما أعرفه أن الاتصالات لم تنقطع». ولم يرغب في التعليق على وصف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جلسات الانتخاب بالمهزلة، لكنه اكتفى بالقول «نحن نريد أن نخرج بأسرع وقت ممكن بتوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية من أجل إنقاذ البلد وأعتقد أن هذا ما يجب أن نركّز عليه الآن».

وماذا عن الحوار الذي قيل إنه بدأ مع حزب الكتائب والذي نفاه حزب الكتائب هل تؤكد أن هناك لقاء تمّ في الضاحية؟ يقول الموسوي «الكل يعلم أن هناك لقاءات وهذا اللقاء حصل بتأكيد من أكثر من جهة».

تزامناً، يراهن البعض على خلاف بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي حول مسألة الحوار مع حزب الله، إذ فيما أكد رئيس حزب القوات سمير جعجع أن «لا جدوى من الحوار مع حزب الله» ردّ رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بأن «هناك من قال إنه لا فائدة من الحوار مع الحزب، وهذا أمر عبثي؛ إذ علينا أن نحاور كل الفرقاء للوصول إلى انتخاب رئيس يملك مواصفات الحوار، ويملك مواصفات معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، أما أن نراهن على الفراغ فنحن نرى كيف البلاد تغرق في كل يوم».

غير أن المطلعين على العلاقة بين المختارة ومعراب يجزمون أنه على الرغم مما يعتري هذه العلاقة في بعض الأحيان من اختلاف في مقاربة بعض القضايا إلا أن هناك حرصاً من الطرفين على عدم الذهاب في استنفار أي عصبيات وعدم استثارة حساسيات في غير وقتها، وهناك أيضاً فهم جنبلاطي للواقع المسيحي في الجبل وفي كل لبنان ورغبة في احترام الخيار الرئاسي للأكثرية المسيحية وفي الطليعة احترام خيار بكركي.

Sunday, December 04, 2022 - إقرأ الخبر من مصدره

إضغط هنا للانضمام الى قناة صدى الارز على Youtube

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top