Share

الخلافات وغياب التوافق يطيحان بتكتل التغييريين في لبنان
صحيفة العرب
Thursday, April 21, 2022
شهدت جلسة مجلس النواب اللبناني الثلاثاء والتي كانت مخصّصة لانتخاب أعضاء اللجان النيابية، إرباكا كبيرا في صفوف تكتل نواب التغيير سرعان ما ترجم إلى خلافات علنية، فيما سيطرت قوى المنظومة السياسية التقليدية على المواقع كلها.

وترجمت جلسة الانتخابات للمشاركة في عضوية اللجان بالبرلمان اللبناني الخلافات وغياب التوافق بين أعضاء تكتل التغييريين الذي خسر المشاركة في لجنتي الإدارة والعمل ولجنة المال والموازنة لصالح القوى السياسية التقليدية، ما يمهد لتفتيت التكتل البالغ أعضاءه 13 عضوا والذي يرفع شعار مواجهة سياسات حزب الله وحلفائه.

وخسر تكتل التغييريين عضوية لجنة المال والموازنة، بعد رفضهم بداية التوافق المسبق مع نواب أحزاب السلطة، والدخول في تسوية معهم، وإصرارهم على خوض الانتخابات تبعا للعبة الديمقراطية، والتي بمجرد دخولهم فيها تنافسوا وجها إلى وجه، فكان فقدانهم تمثيلهم السابق لصالح القوى التقليدية، ولاسيما بخروج النائب إبراهيم منيمنة من لجنة المال والموازنة.

وفشل التكتل في توحيد الرؤى في غالبية الاستحقاقات والملفات الأساسية، ما عمق الخلافات داخله وسمح للقوى التقليدية بفرض أجنداتها داخل المجلس النيابي بأريحية.

وعقب الفشل في الفوز بعضوية اللجان أعلن النائب ميشال دويهي خروجه من تكتل التغيير “بصيغته الحالية نهائيا”، ما يعطي إشارة بداية تفكك التكتل إلى كتل برلمانية عدة رغم حمل أعضائه لنفس الشعارات ونفس الأهداف المتمثلة في عرقلة سياسات حزب الله وحلفائه التي “لا تتماشى مع المصلحة الوطنية”.

وغرّد دويهي على حسابه عبر تويتر “أنا مع تحويل التكتل للقاء تشاوري شهري أو حسب الضرورة، مع هامش حرية كامل لجميع النواب في كل المواضيع”، مشيرا إلى أن ما حصل منذ جلسة الحادي والثلاثين من مايو الماضي، (جلسة انتخاب رئيس للبرلمان ونائبه وأميني السر وثلاثة مفوضين)، وتجربة التكتل تحديدا، يجب أن تنتهي “احتراما للبنانيين وللناس التي انتخبتنا واحتراما للسياسة”. وأضاف “بطبيعة الحال، سنبقى أصدقاء، وعلى تواصل وتعاون، ولكن بالنسبة إليّ هنالك مرحلة انتهت”.

ويختلف النواب الذين فازوا في الانتخابات عن مجموعات مدنية وتغييرية، على قضايا عديدة، بينها ملفات متصلة بمقاربات اقتصادية، وطريقة إدارة الأزمات، وتباينات حول العلاقات مع كتل سياسية أخرى.

ويتألف البرلمان اللبناني من 17 لجنة نيابية، يجري توزيع رؤسائها ومقرريها عرفا بين الطوائف اللبنانية. وتنتخب اللجنة من قبل الهيئة العامة للبرلمان، ليقوم أعضاؤها بدورهم بانتخاب رئيس اللجنة ومقررها. وتُعرف اللجان الكبيرة باللجان الرئيسية، مثل لجنة الإدارة والعدل والمال والموازنة والتربية والشؤون الاجتماعية والدفاع والداخلية والطاقة والأشغال العامة.

ولا يعني ذلك أن نواب المعارضة والتغيير باتوا خارج اللجان، إذ لا يزال تمثيلهم قائما في عدة لجان، من بينها لجنة البيئة عبر النائبة نجاة عون صليبا، ولجنة الإعلام والاتصالات عبر النائبة بولا يعقوبيان.

وقالت مصادر نيابية إن اجتماعات ومشاورات ستعقد بين أعضاء تكتل التغيير إثر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد المقررة الخميس، لتحديد المسار المقبل.

وأضافت المصادر أن هناك رؤى ومقاربات مختلفة جدا للكثير من الملفات، سياسيا واقتصاديا، وقد حاول التكتل جاهدا التعاون والتوحّد، لكنه في كل اجتماع كان يفشل في التلاقي.

وتستبعد المصادر تجاوز أعضاء تكتل التغيير لخلافاتهم التي أدت إلى حد الآن إلى تهميش دورهم داخل البرلمان، بدل أن يكون التكتل قوة توازن مؤثرة في القرارات النيابية.

ويسمح فوز الأحزاب التقليدية برئاسة وعضوية أهم الكتل النيابية في البرلمان بتطبيق أجنداتهم السياسية والاقتصادية دون معارضة كانت قوى التغيير ستضطلع بها لولا الخلافات التي تسير بها نحو الانقسام والتفكك.

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top