دعا لتصدير البشر بدلًا من الخضروات.. تصريحات برلماني لبناني تثير الجدل
موقع قناة العربي
Thursday, April 21, 2022
أثارت تصريحات أطلقها النائب اللبناني طوني فرنجية جدلًا في الشارع اللبناني بعدما دعا خلالها لتأمين العملة الأجنبية عبر تصدير مواطنين من ذوي الكفاءات والخبرة بدلًا من "البندورة والخيار".
وردًا على سؤال صحفي حول أهمية التصدير في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، قال نجل المرشح البارز للرئاسة سليمان فرنجية، والنائب الحالي في البرلمان: "يجب علينا أولًا أن نصدر خدمات وسياحة وبشرًا. لا يجب أن نضحك على أنفسنا وندعي تصدير الخيار والبندورة، فكل مهندس يتم تصديره يرسل (عملة أجنبية) توازي موسمًا كاملًا من الخيار والبندورة".
وأشعلت المقابلة التي أجراها النائب فرنجية، جملة انتقادات واسعة لا سيما من ناشطين في حراك (17 تشرين) ومنظمات مدنية عدة.
"بلاد للعائلات السياسية"
وتأتي تصريحات فرنجية في مقابلة أجراها على منصة أحد الإعلاميين المؤثرين الخاصة، في ظل انهيار اقتصادي تاريخي يشهده لبنان أدى لتراجع قياسي لليرة المحلية أمام الدولار الأميركي، حيث فقدت العملة الوطنية أكثر من 90% من قيمتها أمام العملة الأجنبية منذ خريف عام 2019.
واعتبر ناشطون أن فرنجية يجسد العقلية الحاكمة للساسة في البلاد، من خلال دفعه الشباب اللبناني للاغتراب والعمل بهدف إرسال العملة الأجنبية، بعيدًا عن أهلهم، فيما تنعم العائلات السياسية وأولادها بخيرات البلاد، وتعمر في السلطة لسنوات طويلة.
وردًا على تصريحه، دعا ناشطون آخرون النائب للاغتراب كغيره من الشباب والعمل لإرسال العملة الصعبة إلى لبنان.
ويعول لبنان في ظل الأزمة الراهنة على التحويلات من المغتربين، والتي باتت تشكل رقمًا أساسيًا لصمود أغلب العائلات فيه، وسط تضخم كبير.
شبح الهجرة
وكانت إدارة الإحصاء المركزي في لبنان ومنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، قد كشفتا في مايو/ أيار الماضي أن الرغبة في الهجرة من لبنان، جراء الوضع الحالي، بلغت لدى الفئات الشابة نسبة 69% ولا سيما من هم بعمر 15-24 سنة، و66% ممن هم بعمر 25-44 سنة، مقابل 10% فقط لدى المسنين بعمر 65 سنة وأكثر.
كذلك تأتي تصريحات فرنجية، في ظلّ صعوبة تواجهها الدولة لإصدار جوزات السفر للمواطنين، والاعتماد على منصات إلكترونية تحدد مواعيد طويلة الأمد للمواطنين، كي يتمكنوا من الحصول على جوازاتهم، وقد شهدت تلك المنصة توقفًا لأكثر من شهر بسبب مشكلة في تسديد المستحقات المالية العام الماضي.
وكان ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، عمران ريزا قد أكد أن لبنان يعاني من انعدام خطير في الأمن الغذائي، وقال بحضور وزير الزارعة في حكومة تصريف الأعمال، عباس الحاج حسن: "يواجه 37% من السكان اللبنانيين واللاجئين السوريين مستوى عاليًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد وقد تم تصنيفهم في المرحلة الثالثة (المتأزمة)، حيث يتطلب ذلك اتخاذ إجراءات إنسانية طارئة لمساعدة هذه الفئة".
وبموازاة الأزمة الاقتصادية، تشهد البلاد أزمة سياسية كبرى تتمثل في عدم وجود حكومة أصيلة، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون العام الماضي، من دون أن ينجح مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، الأمر الذي فرض على حكومة نجيب ميقاتي السابقة تصريف الأعمال، بانتظار الاستحقاق الذي لم يسجل حتى الآن توافقًا بين القوى السياسية.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها