بكركي ترفض رئيساً بالتهديد والفرض وكل محاولة هزلية لإنتخاب رئيس غير ماروني
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
فيما العالم منهمك بمتابعة مونديال قطر، ما يزال لبنان منهمكاً في كيفية ملء الشغور الرئاسي في رئاسة الجمهورية. وقد شهد هذا الاستحقاق في الأيام القليلة الماضية هجمة “باسيلية” غير مسبوقة من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على المرشح المنافس له في فريق 8 آذار/ مارس رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، انطلاقاً من اعتبار باسيل أنه يفترض أن يكون المرشح الأوحد لحزب الله وحلفائه على الرغم من نفي كونه مرشحاً حتى الآن والحديث عن سعيه للتوافق على شخصية ثالثة غير فرنجية وغير مرشح القوى السيادية النائب ميشال معوض.

وفي وقت يتوقع أن يتكرّر اقتراع فريق 8 آذار بالورقة البيضاء كل يوم خميس إلى حين نضوج الظروف التي تسمح لحزب الله بفرض مرشحه، يجري ترقّب للاتصالات الفرنسية التي تجريها باريس ومن بينها لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقدرة هذه الاتصالات على دفع عجلة إنجاز الاستحقاق.

تزامناً، وككل أحد خرج البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بموقف عالي النبرة تجاه النواب وحمّلهم مسؤولية خراب الدولة، وقال في عظته “كم يؤلمنا عندما نرى المجلس النيابي يهدر الزمن خميساً بعد خميس، وأسبوعاً بعد أسبوع في مسرحية هزلية لا يخجلون منها، وهم يستخفون بانتخاب رئيس للبلاد في أدق الظروف”، مضيفاً “إننا نحمّلهم مسؤولية خراب الدولة وتفكيكها وإفقار شعبها”.

وحذّر من “الاستخفاف باختيار رئيس الجمهورية المقبل”، داعياً “لانتخاب رئيس لاستعادة الاستقلال”، معتبراً أن “أي خيار جيد ينقذ لبنان، وأي خيار سيء يدهوره”. وقال “قيمة الإنسان أن يقيّم المسؤولية المناطة به، فلا يجازف بها ولا يساوم عليها. لذلك نناشد النواب ألا يقعوا من جهة ضحية الغش والتضليل والتسويات والوعود الانتخابية العابرة، ومن جهة أخرى فريسة السطوة والتهديد والوعيد. ونحن أصلاً شعب لا يخضع لأي تهديد، ورئيس لبنان لا ينتخب بالتهديد والفرض”.

وأضاف الراعي: “في هذا المجال، لا يستطيع أي مسؤول أو نائب ادعاء تجاهل الواقع اللبناني والحلول المناسبة له. فكل اللبنانيين، نواباً ومواطنين، يعرفون سبب مشاكل لبنان والقوى والجهات والعوائق التي تحول دون إنقاذه. فلا أحد يضع رأسه في الرمال. وبالتالي لا عذر لأي نائب بألا ينتخب الرئيس المناسب للبنان في هذه الظروف. هذا خيار تاريخي. فسوء الاختيار، في هذه الحال، يكشف عن إرادة سلبية تجاه لبنان فيمدّد المأساة عوض أن ينهيها، وتكون خطيئتكم عظيمة. فلنكن أسياد أمتنا ومصيرنا. بعيدا عن الصفات المتداولة بشأن رئيس تحد أو رئيس وفاق وما إلى ذلك من كلمات فقدت معناها اللغوي والسياسي، تحتاج البلاد إلى رئيس منقذ يعلن التزامه الحاسم بمشروع إخراج لبنان من أزمته، ويلتزم بما يلي:

1- تأليف حكومة إنقاذ قادرة على القيام بالمسؤوليات الكبيرة المناطة بها في بداية العهد الجديد.

2- إحياء العمل بالدستور اللبناني والالتزام به إطاراً للسلم اللبناني، ومرجعية لأي قرار وطني، واعتبار اتفاق الطائف منطلقاً لأي تطور حقوقي من شأنه أن يرسخ العدالة بين اللبنانيين. كما لا بد للمسؤولين في أي موقع كانوا من احترام الميثاق الوطني والأعراف لتقوية الوحدة الوطنية، ولضمان حسن العلاقة بين رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء.

3- إعادة الشراكة الوطنية وتعزيزها بين مختلف مكونات الأمة اللبنانية ليستعيد لبنان ميزاته ورسالته.

4- الشروع بتطبيق اللامركزية الموسعة على صعيد مناطقي في إطار الكيان اللبناني بحيث تتجلى التعددية بأبعادها الحضارية والإدارية والإنمائية والعامة، فتتكامل المناطق على أساس عادل.

5- البدء الفوري بتنفيذ البرامج الإصلاحية السياسية والإدارية والقضائية والاقتصادية.

6- دعوة الدول الشقيقة والصديقة إلى تنظيم مؤتمر لمساعدة لبنان أو إحياء المؤتمرات السابقة وترجمتها سريعاً على أرض الواقع، وتطبيق قرارات مجلس الأمن المختصة ببسط السلطة اللبنانية الشرعية على كامل أراضي البلاد، مع تثبيت حدوده مع كل من إسرائيل وسوريا.

7- إيجاد حل نهائي وإنساني لموضوعي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والنازحين السوريين، لأنهم أصبحوا على لبنان عبئاً ثقيلاً اقتصاديا واجتماعيا وأمنياً وديموغرافياً.

8- إخراج لبنان من المحاور التي أضرّت به وغيّرت نظامه وهويته، ومن العزلة التي بات يعيش فيها، والعمل على إعلان حياده.

9- أخذ مبادرة رئاسية إلى دعوة الأمم المتحدة بإلحاح إلى رعاية مؤتمر خاص بلبنان، والقيام بجميع الاتصالات العربية والدولية لتأمين انعقاد هذا المؤتمر”.

وما لم يقله البطريرك الراعي صراحة عن شخصية الرئيس وعدم المس بطائفته، أعلنته اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام التي عقدت خلوتها السنوية برئاسة رئيسها المطران انطوان نبيل العنداري وحضور مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو أبو كسم والتي أكدت في بيانها “أن تصويت بعض النواب بأسماء نحترمها ونجلّها في مضمارها من دون أن تكون مطروحة جدياً هو تصويت بلا جدوى بل هو تضييع للوقت والمطلوب أن تأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها”.

وأكدت أنه “من المهم التذكير بأن منصب رئاسة الجمهورية هو منصب واجب الاحترام ومن غير المقبول بتاتاً الحط من هيبة وقيمة هذا الموقع، ومن المستغرب والمستنكر أن يلجأ البعض عن قصد أو عن غير قصد إلى ضرب مقتضيات الوفاق الوطني وقاعدة التمثيل والأعراف الميثاقية، فمثل هذا السلوك يهزّ أساسات الدولة والكيان، وهذا أمر غير قابل للمزاح ونرفض كل محاولة هزلية أو غير هزلية في التعاطي مع موقع رئيس الجمهورية المسيحي الماروني”.

في المقابل، رأى عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “الذين قاربوا الاستحقاق الرئاسي بمنطق التحدي والمواجهة ورفعوا شعارات أكبر من أحجامهم، هم الذين تسببوا بالفراغ الرئاسي”. ورأى “أن تجربة جلسات انتخاب الرئيس أثبتت عدم امتلاك أي فريق القدرة على انتخاب رئيس بدون توافق، والإصرار على منطق رفض التوافق، يعني تكرار مشهد الجلسات الماضية إلى أمد غير معلوم”.

وقال: “نحن نريد رئيساً توافقياً يعطي الأولوية لإنقاذ البلد ويؤتمن على الوحدة الوطنية، ولا نريد رئيساً يتآمر على المقاومة، أو يجر البلد إلى الفتنة، التي هي خط أحمر”.

وهاجم قاووق ما سمّاه “التدخل السعودي البشع في شؤون لبنان الداخلية”، ورأى “أن المسؤول الأول عن منع الحوار والتوافق بين اللبنانيين هو السفارة السعودية”.

واعتبر “أن أصحاب منطق التحدي والمواجهة تورّطوا وورّطوا البلد بمغامرة غير محسوبة، والمسؤول الأول عن دفع اللبنانيين نحو المواجهة هو النظام السعودي، الذي منذ عام 2009 يتبنى هذا المنطق في لبنان، وهو ما زال مستمراً وبوتيرة تصاعدية”، مشدداً على أن “مسعى منطق المواجهة، وصل إلى طريق مسدود، وأوصل البلد إلى الفراغ الرئاسي”، مشيراً إلى أن “هناك عدداً من النواب لا يزالون يشتكون من تعرضهم للضغوط السعودية من أجل تغيير موقفهم من انتخاب رئيس الجمهورية”.

Monday, November 21, 2022 - إقرأ الخبر من مصدره

إضغط هنا للانضمام الى قناة صدى الارز على Youtube

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top