باسيل يمارس لعبة التعطيل و يستجدي دعما فرنسيا لرئاسة لبنان
صحيفة العرب
Thursday, April 21, 2022
مارس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لعبة التعطيل لانتخاب رئيس جديد في لبنان، بحثا عن دعم فرنسي قد يصعد به إلى قصر بعبدا، إذ يلعب النفوذ الأجنبي دورا في إبرام صفقات لانتخاب الرئيس في بلد لطالما لعبت المنافسات الدولية دورا في أزماته المحلية.
ومع عدم إظهار السياسيين أي بادرة للتوصل إلى حل وسط في صراعهم على السلطة، تقول بعض المصادر السياسية والمحللون إن التوصل إلى تسوية بشأن الرئاسة قد يتطلب وساطة أجنبية شبيهة بتلك التي أنقذت لبنان من مثل هذه المواجهات في السابق.
وبعد أن أعلن باسيل انسحابه من سباق الرئاسة في وقت سابق، تراجع عن ذلك الخميس تزامنا مع زيارته إلى فرنسا، في وقت تشير فيه مصادر لبنانية إلى أن باريس تعد مشروع "رئيس توافقي".
وقالت المصادر إن الفرنسيين يأملون في الاتفاق مع باسيل على خارطة طريق للانتخابات الرئاسية، انطلاقا من العلاقة الجيدة التي تربطه بكل من البطريرك الماروني بشارة الراعي وحزب الله.
وقال باسيل الخميس إنه يعمل على إيجاد مرشح توافقي للرئاسة يكون قادرا على المضي قدما في إصلاحات حاسمة لكنه سيرشح نفسه للمنصب إذا رأى أن المرشح الذي وقع عليه الاختيار ليس بالخيار الجيد.
وما زال لبنان بلا رئيس أو مجلس وزراء بصلاحيات كاملة منذ انتهاء فترة ميشال عون الرئاسية في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، وهو فراغ غير مسبوق حتى بمعايير بلد لم يتمتع باستقرار يُذكر منذ الاستقلال.
ويفتح الشغور صفحة جديدة في الأزمة التي تعصف بلبنان منذ انهيار نظامه المالي في 2019، والتي أدت إلى انزلاق شريحة كبيرة من الناس في براثن الفقر وشلل النظام المصرفي وإطلاق أكبر موجة هجرة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
والمنصب الرئاسي مخصص حصرا للمسيحيين، لكن عدم التوافق على رئيس حتى الآن يعكس حالة التنافس داخل الطائفة المسيحية، بالإضافة إلى التوازنات السياسية والدينية بالغة الأهمية في البلاد.
وقال باسيل، وهو مسيحي ماروني ويعد أحد أكثر السياسيين نفوذا في لبنان، "أنا زعيم أكبر كتلة نيابية، ومن حقي تماما أن أكون مرشحا لرئاسة لبنان وأن أروج لاسمي، لكني أرى أن وجود لبنان أهم بكثير من هذا، وهو الآن على المحك".
وأضاف "لقد اتخذت قرارا بعدم تقديم نفسي من أجل تجنب شغور الوظيفة وتسهيل عملية ضمان اختيار مرشح جيد يملك حظوظا عالية للنجاح. لكنني لم أفعل ذلك من أجل إطالة أمد الفراغ واختيار مرشح سيء لشغل المنصب".
وباسيل هو زعيم التيار الوطني الحر الذي أسسه عون والد زوجته والرئيس المنتهية ولايته الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات عام 2020 بتهمة فساد وتقديم دعم مادي لحزب الله.
وقال باسيل إنه في باريس في إطار جهد أوسع لإنشاء إطار يمكن التوافق عليه محليا ودوليا بهدف تسهيل مهمة الرئيس القادم في المضي قدما في إصلاحات اقتصادية حاسمة دون أن يقابل العقبات التي تكرر ظهورها في الماضي.
وقادت فرنسا جهودا دولية لإنقاذ لبنان من أسوأ أزمة تقابله منذ الحرب الأهلية، ولكن دون جدوى. ويقول أستاذ القانون الدولي بول مرقص إن "عددا من الفرقاء السياسيين ينتظرون للأسف إشارات خارجية حول انتخاب الرئيس، وهو أمر لم ينضج".
وأضاف مرقص "الكثير من السياسيين يستخدمون النصوص الدستورية مطية للمضي قدما في عملية التعطيل والتسويف إلى حين نضوج الظروف الإقليمية والدولية لإعطاء الإشارة اللازمة بانتخاب الرئيس". ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش، في خطبة الجمعة، أن الممر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي هو التوافق.
واعتبر دعموش أن "الممر الإلزامي لإنجاز هذا الاستحقاق هو التوافق والتفاهم، وإلا سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة، لأنه لن يستطيع أحد مع عدم وجود أغلبية نيابية أن يفرض إرادته على الآخرين أو أن ينجح في إيصال رئيس للجمهورية يتحدى جزءا كبيرا من اللبنانيين ويرفع شعار المواجهة”. وبالدرجة الأولى، يتهم حزب الله باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية بتعطيل جلسات انتخاب الرئيس.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها