أي خلفيات وراء انتحار رئيس “حركة قاوم” اللبنانية وما علاقته بالرسومات في بريح؟
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
تحوّلت حادثة انتحار الشاب إيلي لحود داخل كنيسة في المطيلب في المتن إلى قضية جدلية بعد تشكيك مناصرين لحزب الله بمسألة انتحاره واتهامهم القوات اللبنانية بمقتله بسبب مواقفه المناهضة لها ولرئيس القوات سمير جعجع وتأييده لحزب الله، خصوصاً أنه رئيس لحركة تسمّى “قاوم”.
وكان عُثر على لحود جالساً على أحد المقاعد داخل كنيسة مار الياس في المطيلب والرأس مطأطأ ومسنوداً على الحائط وإلى جانبه مسدس حربي من نوع “GLOCK” ومظروف رصاصة دخلت من الصدغ الأيسر للرأس ما يعني إطلاق النار من مسافة قريبة.
وفيما حضرت القوى الأمنية إلى الكنيسة لتباشر التحقيقات، أوضح رئيس بلدية المطيلب بول شديد الذي كان من أول الواصلين برفقة شرطة البلدية إلى الكنيسة أنه بحسب كاميرات المراقبة، فإن لحود وصل إلى الكنيسة سيراً على الأقدام، قبّل باب الكنيسة، ودخلها وأضاء شمعة، ومن ثم دخل إلى غرفة المعمودية. وبعد خروجه منها، بدأ يسير داخل الكنيسة يميناً ويساراً، إلى أن اختار زاوية جلس فيها وهي غير مرئية على كاميرات المراقبة، ليتم العثور عليه لاحقاً جثة مضرجة بالدماء.
وفي وقت أفادت معلومات أولية عن أن الشاب القتيل كان يواجه مشكلات مادية كبيرة وشكاوى قضائية عدة، فقد لفت مناصرون لحزب الله إلى أن العملية إجرامية ومخطط لها بإتقان وتقف خلفها أيد شريرة دبّرت اغتياله عن سابق تصور وتصميم. وتحدث بعضهم عن ملابسات تحيط بالوفاة نظراً لعقيدته الصلبة بالمقاومة ونهجها.
في المقابل، أشارت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية إلى أنه “على إثر انتشار خبر وفاة المواطن إيلي لحود، انطلقت حملة إعلامية ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتّهم القوات اللبنانية زوراً وبطلاناً ومن دون أي دليل بالحادثة، في حملة سياسية تقف خلفها مطابخ سامة سوداء لا تتردّد في استغلال الموت لمآربها الخاصة، على الرغم من قبض الأجهزة والقوى الأمنية على الملف ومباشرتها التحقيقات بحيثيات الحادثة بعد حصولها على التسجيلات المصوّرة كافة”.
القوات اللبنانية تنفي اتهامات مناصري حزب الله بالتخطيط للعملية
وأضافت في بيان “عليه، ستتقدم القوات اللبنانية عبر دائرتها القانونية بالادعاء على كل من علي مللي، أحمد سلمان، أحمد سماحة، علي نجمة، علي شعيب، سهيل دياب، علي شامي، أحمد السعيد، علي اللقيس، محمد علي فوعاني، علي آل عيتاني، سوين توبه، ريتا عازار، جان عطيه، زينب حيدر، يوسف خلف، إسراء الفاس، عباس ناصر، زينب الزين، صاحب حساب مصادر رفيعة عبر تويتر، ولائحة طويلة من المشاركين في كيل التهم، وكل مَن سوّق وتداول واتهم وتناول القوات ورئيسها بالحادثة، بتُهم الكذب والفبركة والتضليل وإثارة الفتن وغيرها من التهم”.
من جهته، تخوّف الصحافي محمد بركات من أن يكون إثاره هذا الجو مقدمة لتبرير اغتيالات في صفوف خصوم حزب الله، وغرّد: “بدأ الاستثمار السياسي… هذا الجو مقدمة لتبرير اغتيالات خصوم حزب الله”، مضيفاً “إعلامي في قناة المنار يحرّض باعتبار مقتل إيلي لحود اغتيالاً سياسياً لمعارض في بيئته، والدليل إطلاق هاشتاغ إيلي لحود شهيد”. وختم: “على الأجهزة الأمنية والقضائية أن تقطع الشك باليقين.. بأدلة وبيانات واضحة”.
بالتزامن، تداول البعض أنباء عن وقوف إيلي لحود وراء رسومات الجماجم التي شوهدت على منازل مسيحيين في بلدة بريح الشوفية المختلطة بين المسيحيين والدروز بهدف إثارة النعرات الطائفية، وانتشر فيديو للحود وهو يتوجّه لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد التصويت في الانتخابات النيابية في بلدته قائلاً “لعيونك يا سيد حسن لعيونك يا أبو هادي وبهذا الإصبع من قلب الشوف من بريح الشوف لبّينا نداء السيد حسن نصرالله بانتخاب حلفاء المقاومة في وجه حلفاء إسرائيل”.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها