آمال معلّقة على اجتماع باريس الخماسي حول الرئاسة في لبنان.. ولكن ماذا عن طهران؟
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
فيما جلسات انتخاب رئيس الجمهورية معلّقة في بيروت على الرغم من اعتصام نواب تغييريين داخل قاعة الجلسات العامة دفعاً لعقد دورات متتالية، تتجه الأنظار إلى الاجتماع الخماسي الذي يضم ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر، المقرر عقده في باريس يوم الإثنين المقبل للبحث في الملف اللبناني.
وقد يجري خلال الاجتماع التداول في بعض الأسماء التي تعتبر الأقرب إلى مواصفات المجتمع الدولي والدول العربية، خصوصاً في ضوء الزيارات التي قام بها سفراء فرنسا والسعودية والولايات المتحدة والكويت وغيرهم إلى عدد من المرشحين، بينهم قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، مع ترجيح لاسم قائد الجيش.
غير أن غموضاً يكتنف موقف ايران من اسم قائد الجيش، معطوفاً على موقف الثنائي الشيعي غير المؤيد له حتى الآن، بل لفرنجية، ما يعني أن الصراع الرئاسي سيستمر، وأن حزب الله لن يسهّل عملية الانتخاب طالما أن اسم المرشح لا يمر عن طريق طهران والضاحية الجنوبية.
وكانت بعض الأوساط في العاصمة اللبنانية، قلّلت من أهمية هذا الاجتماع الخماسي، وانطلقت من اجتهادات ترجّح أن طابعه لن يكون سياسياً بل إنسانياً، ويدرس كيفية توفير المساعدات للبنان. إلا أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أعلنت من السعودية أن هدف اجتماع باريس هو الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي.
وأعقب موقف كولونا ما ورد على لسان المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير ليجاندر، حول “قلق بلادها البالغ إزاء انسداد الأفق في لبنان من الناحية السياسية”، وقولها “إن فرنسا بحثت مع السعوديين وبقية شركائها في المنطقة سبل تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة”.
ويأتي اجتماع باريس في ظل تخوف بدأ يتنامى أكثر فأكثر من تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والحياتية بشكل غير مسبوق في لبنان، في ظل عدم انتظام عمل المؤسسات على ضوء الشغور الرئاسي، ما يجعل ممثلي الدول الخمسة يخشون من تمدّد الفراغ إلى حاكمية مصرف لبنان والمناصب الأمنية وما يخلّفه هذا الأمر من زعزعة للاستقرار.
داخلياً، وبعدما تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، جواباً غير مشجّع من الثنائي الشيعي على طرحه ثلاثة مرشحين للرئاسة هم قائد الجيش جوزيف عون، والوزير السابق جهاد أزعور، والنائب السابق صلاح حنين، واضعاً معادلة تقوم على استبعاد كل من سليمان فرنجية والنائب ميشال معوض، فإن المرشح معوض بدا منزعجاً من طرح جنبلاط والتخلي عنه باكراً،
وقال: “المشكلة في مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ليست بالتخلي عني، بل بأنها غير منسّقة بشكل كاف معي ومع المعارضة”، معتبراً أنها “ستؤدي إلى مزيد من التشدد لدى الطرف الآخر بدليل رفضهم أسماءه، وتمسكهم بسليمان فرنجية واستجداء الدعم السعودي له”. وردّ معوض على اعتبار جنبلاط أن ترشيحه بات أمام أفق شبه مسدود، فأكد “أن الحائط المسدود ليس في ترشيحي، بل في التخلي عن المشروع السيادي وسأناقش الأمر مع جنبلاط، وأتمنى عدم تكرار أخطاء الماضي لأن البلد لا يحتمل مزيدًا من المساومات وأسماء جنبلاط مقبولة لدينا لكن تنقصها موافقة الطرف الآخر”.
من جهته، أكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل “أن هناك دولتين على أرض واحدة هما الجمهورية اللبنانية وجمهورية حزب الله”، آسفاً أن “نختبئ وراء بعض الشعارات للهروب من واقع أن هذه الجمهورية الإسلامية تُحاول القضاء على روح الجمهورية اللبنانية”، مشدداً في المؤتمر العام للكتائب على أنه “لم يعد ممكناً أن نخضع لإرادة حزب الله في لبنان، وندعو جميع اللبنانيين لتحمّل مسؤولياتهم، فالحزب يقول لنا بوضوح “بدّي الطلاق معكم” ونحن لن نخضع”، ملوّحاً “بتعطيل الانتخابات الرئاسية إذا قرّر الحزب إيصال رئيس جديد يغطي سلاح حزب الله لمدة 6 سنوات”.
وقال رئيس الكتائب: “المعركة اليوم ليست على فئة من اللبنانيين، بل على معنى وجود هذا البلد بمسيحييه ومسلميه ومن يحاول القضاء عليه هو مجموعة مسلحة تأخذ طائفتها رهينة وتحاول تحويل الصراع إلى تحريك العصبيات بين الطوائف”، معتبراً “أننا نشهد ضرباً للقضاء والمؤسسات وحرية التعبير والإعلام الحر ونُريد الحفاظ على حرية بلدنا وهويّته ولكن لن ننجح إلا إذا كنّا يداً واحدة”. وأضاف: “سلّموا البلد واللبنانيين لحزب الله تحت شعار الحفاظ على المسيحيين ولم نشهد هجرة بقدر ما شهدنا في العهد المسيحي القوي”.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها