النظام السوري يستغل المأساة و اتباعه يتهمون الحكومة بسرقة المساعدات و لا شيء يصل لمناطق المعارضة الاكثر تضررا
القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
أعلنت دول عربية وأخرى من الاتحاد الأوروبي عن مساهمات مالية ضخمة ومساعدات إنسانية طارئة لدعم الشعب السوري إزاء الكارثة الإنسانية التي ألمت به نتيجة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وامتد إلى إدلب ومحيطها في ريف حلب شمال غربي سوريا، حتى وصل إلى الساحل ووسط البلاد في حماة وحمص.

وبينما يقف السوريون على امتداد الجغرافيا السورية، مذهولين من حجم المساعدات المهولة المعلن عنها، تؤكد المعارضة السورية عدم دخول أي نوع من أنواع المساعدات المتعلقة بالاستجابة للكارثة الطبيعية أو الزلزال المدمر إلى المنطقة المنكوبة الخارجة عن سيطرة النظام، رغم أن هذه المناطق هي الأكثر تضرراً بالزلزال الذي ضرب تركيا فجر الاثنين وامتد إلى 5 محافظات إدلب وحلب وحماة واللاذقية وطرطوس شمال غربي البلاد.

وما أثار المزيد من التساؤلات، هو مزاعم النظام السوري أن قانون قيصر والعقوبات الأمريكية تقف عائقاً أمام تقديم المساعدات للشعب السوري، فيما تشير تقارير إلى أن نظام بشار الأسد يستغل المأساة لأغراض سياسية، كما يوجه الموالون للنظام أصابع الاتهام إلى المسؤولين في الحكومة بسرقة هذه المساعدات وبيعها في الأسواق.

وفي تقرير لشبكة «سي إن إن» قال إن دمشق تلقت دعماً كبيراً من عشرات البلدان، وحتى الآن، أرسلت الإمارات والعراق وإيران وليبيا ومصر والجزائر والهند مواد إغاثة مباشرة إلى المطارات التي يسيطر عليها النظام. وتعهدت دول أخرى بتقديم مساعدات وفق المصدر.

30 مليون يورو للسوريين

ولدحض مظلومية النظام، وادعاءاته إزاء عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى دمشق، بسبب قانون قيصر والعقوبات الأمريكية، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينسكو في لقاء صحافي، الخميس، إن مساعدات الاتحاد تصل إلى سوريا «وبناء على طلب دمشق طبق الاتحاد الأوروبي آلية الحماية المدنية. وقد تم الإعلان عن ذلك اليوم من قبل المفوض ليناركيتش وعمليًا من خلال هذه الآلية، يمكن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المساهمة في دعم السكان في جميع مناطق سوريا للتغلب على هذه الكارثة».

وأضاف: نحن على استعداد لتقديم المستلزمات الطبية والغذاء والمأوى والأدوية وحتى دعم المياه والصرف الصحي عند الحاجة والمواد غير الغذائية – البطانيات ومستلزمات النظافة ـ نحن نعمل على الأرض مع شركائنا
.
وفي سؤال له، عما إذا كانوا يساعدون قوات النظام السوري؟ وهل تذهب الأموال لبشار الأسد؟ قال ستوينسكو: لا، لن يذهب أي يورو واحد من التبرعات من دافعي الضرائب الأوروبيين إلى الحكومة في دمشق. سيتم توزيع مساعداتنا من خلال المنظمات غير الحكومية والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي.

ووفق قول المبعوث الأوروبي فإن المساعدات الدولية الطارئة، توزع في سوريا من خلال والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي.

الصليب الأحمر: وزعنا المساعدات على 3 محافظات

ويدعم الاتحاد الأوروبي المنظمات الدولية، التي تعمل ضمن مناطق سيطرة النظام، وللإجابة عن الاستفسارات ولمعرفة آلية توزيع هذه المساعدات وحقيقة دخولها الأراضي السورية، وأين تم توزيعها؟ وما هي المناطق التي شملتها المساعدات على امتداد الجغرافيا السورية؟ ومن هم المستفيدون منها وأين تذهب تواصلت «القدس العربي» مع الناطق الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، عدنان حزام، حيث قال: «بما يخص المساعدات التي توزعها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قمنا حتى اللحظة ومن بداية الكارثة بتقديم مواد إسعافية لطواقم الهلال الأحمر لإنقاذ الجرحى والناجين من تحت الأنقاض وتقديم مواد جراحية للمستشفيات في المناطق المنكوبة في كل من حلب وحمص واللاذقية.

وفي إشارة إلى توزيع المساعدات ضمن مناطق سيطرة النظام السوري فقط، أكد المتحدث أن المنظمة قامت «بتوزيع مواد غذائية وإغاثية لمراكز الإيواء في المدن الواقعة ضمن المحافظات الثلاث السابق ذكرها» فقط.

وحول مساعدة المنكوبين شمال غربي سوريا ولا سيما ريفا إدلب وحلب في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، قال الناطق الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ «القدس العربي» إن «الجهد الإنساني هو جهد متكامل وسوريا عانت من 12 عاماً من الصراع وهناك الكثير من المنظمات في سوريا، وتقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع المساعدات سواء من قبل الكارثة أو في الوقت الحالي، من خلال الهلال الأحمر العربي السوري».

«من مأساوي إلى كارثي»

وأضاف: الوضع مأساوي والمتضررون كثر، والاستجابة الإنسانية حتى هذه اللحظة سواء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر أو غيرهما من المنظمات، تحاول تلبية الاحتياجات، ولكن الوضع الانساني ليس وليد اليوم بل ناتج عن أكثر من 12 عاماً من الصراع، الذي خلف وضعاً إنسانياً مأساوياً أثّر حتى على البنية التحتية الخدمية، فالمستشفيات لا تعمل بالكفاءة المطلوبة، والخدمات في مجال المياه وغيرها من الخدمات الأساسية شبه مشلولة، والوضع الإنساني كان مأساوياً وبعد هذه الكارثة أصبح كارثياً وللأسف الشديد».

وتابع: الاحتياجات الإنسانية كبيرة والمتضررون كثيرون وهذا ما يدعونا إلى حشد المزيد من المساعدات للشعب السوري الذي لا يعاني من هذه الكارثة الإنسانية فحسب، بل يعاني من تداعيات أكثر من عقد من الزمن من الأزمة السورية التي أثرت على مفاصل الحياة والكثير من الجوانب. وأضاف «الناس يريدون مساعدات واستجابة عاجلة لاحتياجاتهم ومن خلالكم ندعو إلى تحشيد المزيد من المساعدات لتلبية تلك الاحتياجات».

وبالعودة إلى تصريحات رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينسكو، وما إذا كان يعتقد أن الوقت قد ضاع بطريقة ما في تقديم هذه المساعدة؟ لأن المساعدات لتركيا جاءت على الفور، ولسوريا أكثر صعوبة.

قال: دعونا لا ننسى أن تركيا أقرب، فهي عضو في الناتو ولديها علاقات راسخة مع العديد من الدول الأوروبية، وكان شركاؤنا الذين نمولهم من خلال أموال الاتحاد الأوروبي على الأرض منذ اليوم الأول……والوصول إلى شمال غرب سوريا صعب للغاية، دعونا لا ننسى أننا في فصل الشتاء، إنه صعب للغاية، الجو بارد، ثلج في بعض المناطق، تأثرت التلال جراء الزلزال وعرقل الوصول بشكل خطير. لكن في الأيام القليلة المقبلة ستشهد وصول المساعدات من عدة دول أوروبية، بما في ذلك شمال سوريا، ولكن أيضًا عبر لبنان إلى سوريا. وفي هذا الإطار، أكدت إدارة معبر باب الهوى الحدودي أمس، عدم دخول أي نوع من المساعدات الدولية إلى إدلب عبر المعبر. وأن كوادر المعبر على أهبة الاستعداد لتسهيل عبور القوافل الإغاثية.

وتعد المناطق الخاضعة للمعارضة التي تسيطر عليها تركيا، الأكثر تضرراً من الزلزال، وفقا لما ذكره مارك لوكوك، الرئيس السابق للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، لصحيفة «الغارديان». مؤكداً أن دخول المساعدات إلى الشمال السوري «سيتطلب الأمر موافقة تركية لدخول المساعدات إلى تلك المناطق. ومن غير المرجح أن تفعل الحكومة السورية الكثير للمساعدة».

لا مساعدات

ونفى نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى في اتصال مع «القدس العربي» دخول أي نوع من أنواع المساعدات حتى يوم أمس الخميس إلى الشمال السوري، وقال المتحدث: لم يدخل مساعدات متعلقة بالاستجابة للكارثة الطبيعية أو الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي سوريا، بل هي قافلة روتينية ضمن آلية إدخال المساعدات عبر الحدود وتضم مياه الشرب ومنظفات وغير ذلك.

وكانت مصادر محلية، قد قالت إن ست شاحنات من المساعدات الإنسانية الأممية دخلت الخميس من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلى شمال غربي سوريا، مؤكدة أنها استئناف لمساعدات سابقة مقدمة من برنامج الغذاء العالمي وليست خاصة بالزلزال.

مساعدات أممية روتينية

ونقل «تلفزيون سوريا» المعارض عن مدير المكتب الإعلامي لمعبر باب الهوى قوله إن هذه الشاحنات كانت معدّة للدخول إلى سوريا قبل الزلزال، وهي من المساعدات الدورية التي تدخل من المعبر، والمقدمة من برنامج الغذاء العالمي.

ورداً على ذلك، قال منير المصطفى لـ «القدس العربي»: الجهة الوحيدة التي تعمل في مجال الإنقاذ شمال غربي سوريا، هي منظمة الدفاع المدني السوري، وأي محاولة إدخال مساعدات يجب أن تمر عن طريقنا، وبالتنسيق معنا، وبالنسبة للأمم المتحدة فهي حتى الآن لم تسألنا عن الاحتياجات الإنسانية أو الآلات الثقيلة اللازمة لرفع أطنان الركام عن العالقين تحت الأنقاض حتى الآن.

واتهم المتحدث الأمم المتحدة بأنها «تبث معلومات مضللة» مؤكداً «عدم دخول مساعدات متعلقة بالزلازل حتى الآن ولا يوجد خطة لدى الأمم المتحدة لذلك، وإن وضعت خطة الآن فهي في حاجة لأيام ووقتئذ لا حاجة لتلك المساعدات لأن أرواح المدنيين تكون قد أزهقت».

وبالانتقال إلى المساعدات الإنسانية التي دخلت عبر العاصمة دمشق، وما هو مصيرها؟ يتهم مدنيون من الموالين للنظام السوري، المسؤولين في حكومة دمشق بسرقة هذه المساعدات قبل أن توزع عليهم، مؤكدين أنها «في طريقها إلى الأسواق» عبر ما وصفوه بـ «تجار الأزمة».

وقالت مصادر إعلامية إن الشكاوى تصاعدت من أجل الكشف عن حالات سرقة المساعدات، حيث «اختفت عشرات شحنات المساعدات الإنسانية الطارئة التي وصلت عبر مطاري حلب ودمشق وغيرها من التبرعات والمساعدات». ونشر الصحافي المقرب من النظام صهيب المصري، الأربعاء، صورة لسيارة قال إنها من المفترض أنها وصلت إلى ملعب الحمدانية في محافظة حلب، وذكر أنها مخصصة للسكان المتضررين من الزلزال وممن يفترشون الأرض في الملعب، لافتًا إلى سرقة المساعدات المخصصة دون إشارته إلى المتهمين بهذه العملية بشكل صريح.

ونقلت شبكة شام المحلية عن الإعلامي العامل في وسائل إعلام إيرانية، «أن السيارة اختفت بشكل مفاجئ، ما دفعه إلى طرح تساؤلات حول مصير الاسفنجات المسروقة، ولمن تم توزيعها؟ واختتم بالقول «أين المواد الاغاثية والمعونات والأغطية؟ واللجان الإغاثية ماذا تعمل!؟».

الممثلة السورية نور علي أكدت على سرقة المساعدات وقالت «أي حدا من لبيجمعوا تبرعات.. سلموا المعونات باليد.. المساعدات عم تنسرق يا جماعة بكل الأماكن.. واحرص انو المساعدة وصلت للأشخاص اللي بيستحقوها مو لناس تبيعها..أي حدا عم يشوف مساعدات عم تنباع اشتكوا عليه لو سمحتوا بكفي المعونات يلي صرلا 12 سنة عم تنباع».

وأكدت مصادر أهلية لـ «القدس العربي» ان النظام «يمنع توزيع المساعدات قبل وصولها إلى مبنى المحافظة» كما يتطلب توزيعها موافقة أمنية من أفرع المخابرات.

إلى ذلك، طالبت هيئة التفاوض السورية المعارضة، المجتمع الدولي بالاستجابة السريعة وإرسال فرق الإنقاذ والمساعدات الطبية والإنسانية والإغاثية. وقال الرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة: «نطالب المجتمع الدولي بالاستجابة السريعة وإرسال فرق الإنقاذ والمساعدات الطبية والإنسانية والإغاثية، ومنظمات العمل الإنساني والإغاثي كافة للاستجابة الطارئة بأقصى درجاتها».

Thursday, February 09, 2023 - إقرأ الخبر من مصدره

تابعوا أخبارنا عبر خدمة : google-news

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2023 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top