صحيفة الحياة الدولية تعلن عودتها إلى الحياة في ثوب شبكة اجتماعية متخصصة
صحيفة العرب
Thursday, April 21, 2022
أعلنت صحيفة “الحياة” الدولية عن عزمها العودة من جديد وتحولها إلى شبكة تواصل اجتماعي مخصّصة لنخبة من الصحافيين والقراء العرب بداية من يناير 2024.
ونشر رئيس مجلس إدارة دار الحياة السعودي إبراهيم بادي تغريدة على تويتر حول رجوع صفحات “الحياة” تضمنت بياناً توضيحياً مقتضباً عن المرحلة المستقبلية للدار.
وقالت “دار الحياة” في البيان “تُعلن دار الحياة ممثلة في شركاتها ذات المسؤولية المحدودة في دول العالم عن عزمها على جدولة ديونها بالاتفاق مع الدائنين، وتحويل صحيفة الحياة (التي أكملت عامها السابع والسبعين – الثامن والعشرين يناير 1946) إلى شبكة تواصل اجتماعية مخصصة لنخبة من القراء والصحافيين العرب”.
يذكر أنه خلال الأعوام الأخيرة تحولت صحف عالمية من قوالبها المطبوعة إلى قوالب رقمية، مدركة أن السرد الرقمي لم يعد نوعا من التطور الذي يعكس مواكبة وسائل الإعلام والصحافيين لكل ما هو جديد، بل أصبح من ضرورات البقاء والحفاظ على الجمهور والوصول إليه بسرعة وسهولة. ويقوم السرد الرقمي على تطويع الأدوات الرقمية لسرد قصة ما تحوي وسائط متعددة من نص وفيديو وصورة وصوت، إضافة إلى الأدوات والتطبيقات المتاحة، عن طريق دمجها وفق سيناريو مدروس يوصل القصة بشكل تفاعلي يعكس العقلية التي وصل إليها المتلقي بفعل التطور الرقمي.
وأكدت “الحياة” التزامها “بتنمية حرية الصحافة العربية وتعزيز مفهوم الاستقلال المالي للإعلام، خصوصا بعد بزوغ صحافة المواطن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بإيجابياتها وسلبياتها وهو ما يجب أن نتكيف معه ونستوعبه ونستخدمه في سبيل تحقيق مثلنا وأهدافنا”. وأشارت إلى أن “الصحافة في عرفنا هيئة رقابة بيد الجمهور وحارس للقيم ومربّ ومؤرخ على السواء، وما يميز حق الصحافي في حرية التعبير عن حق أي مواطن آخر موضوعيته وصدقه واحترامه لسائر الآراء ووجهات النظر (أي تقديمه لمادة صادقة وموثقة ومتزنة) من دون اختراع معارك وهمية، أو الوقوع في فخ السلطة البديلة”.
وأضاف البيان “لذا سننمّي في شبكتنا الاجتماعية المتخصصة رأس المال البشري للصحافة العربية، متجاوزين مفهوم التنافس بين المؤسسات الإعلامية، وصولا إلى تقديم رغبة نخبة القراء كأولوية بالاعتماد على الذكاء الصناعي والتكامل مع الصحافيين المستقلين والأكاديميين”.
وقال البيان إن “الشبكة الجديدة ستدعو إلى تجمعات افتراضية بناءة صوتية ومرئية، لتبادل الخبرات وتطوير المجال من خلال التدريب والكتابة أولا، وكما ستتكامل مع المعلنين والمسوقين والتقنيين، وستستعين بمفاهيم تطوير الأعمال وثقافة الشركات لتطوير شبكة صحافيي الحياة وقرائها”.
وتابع “ستسعى الشبكة للصدقية العالية ورفع سقف حرية التعبير وتعزيز التعايش وتحسين جودة الحياة عبر القصص الصحافية من دون تجاوز قوانين أي دولة عربية أو التحريض (تأليب الرأي العام) أو المساس (الإساءة اللفظية) بالرموز والشخصيات العامة والأديان”.
ودعت “الحياة” المختصين والراغبين في المشاركة في الفترة التجريبية (كتابة وقراءة ومشورة) التي ستنطلق بعد عام إلى التسجيل من خلال رابط نشرته على حسابها على موقع فيسبوك.
وأثار خبر عودة الحياة تفاعلا واسعا في أوساط الأكاديميين والصحافيين السعوديين منهم خاصة على موقع تويتر.
وأغلقت صحيفة “الحياة” العريقة مكتبها في لبنان في الثلاثين يونيو 2018، بعد شهر من توقف طبعتها الورقية. وكانت الصحيفة قد تأسست قبل أكثر من سبعة عقود في بيروت، واتخذت قراراها هذا لأسباب مالية، وفق ما تم إبلاغ العاملين فيها.
وكان يعمل في مكتب بيروت التابع لـ”دار الحياة” نحو مئة موظف، نصفهم من الصحافيين المقسمين بين جريدة “الحياة” ومجلة “لها” الفنية والاجتماعية. وتأسست صحيفة “الحياة” واسعة الانتشار في العالم العربي وبلدان الاغتراب في بيروت عام 1946 على يد الصحافي كامل مروة، الذي كان من أبرز رواد الصحافة اللبنانية والعربية قبل أن يتم اغتياله داخل مكتبه في عام 1966. وأقفلت الصحيفة أبوابها في بيروت عام 1976 بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (1975 - 1990).
وفي عام 1988 انطلقت “دار الحياة” في لندن، وباتت بعد عامين ملكاً للأمير السعودي خالد بن سلطان. وعلى مدى عقود شكلت صحيفة “الحياة”، التي اتخذت من لندن مقراً رئيسياً لها، منبراً لأبرز الكتاب والمثقفين العرب، وعمل فيها نخبة من الصحافيين اللبنانيين والعرب، إذ اتسمت بتوجهها الليبرالي العام وبتنوع خلفيات كتابها.
ودأبت الصحيفة خلال العقود الماضية على إصدار نسختين: الأولى دولية انطلاقاً من بيروت وتوزع في أنحاء العالم، والثانية سعودية محلية.
وفي مارس 2020 أعلنت “الحياة” عن وقف موقعها على الإنترنت.
وانتقل عدد من محرريها إلى صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة في لندن، كما عين عدد من صحافيي ومحرري “الحياة” في مواقع عربية جديدة.
يذكر أن “الحياة” بدأت تصدر طبعة إلكترونية في عام 2002، لكن النقاد قالوا إن الصحيفة فشلت في التعامل مع صناعة الإعلام الجديد، بالإضافة إلى عجز الإدارة، وتراجع الإعلانات، وهي أسباب قادت في النهاية إلى إغلاقها.
ويقول مطلعون إنه في نهاية العام الماضي كانت “دار الحياة” السعودية على بُعد خطوات قليلة من إتمام صفقة مع “الشركة السعودية للأبحاث والنشر” لكن الصفقة لم تتم.
وتعاني الصحافة المطبوعة بصفة عامة من أزمات عديدة، حيث تكافح للتكيف مع العصر الرقمي. ويجد الإعلام العربي نفسه في ظل هذا التحول المذهل في تاريخ الصحافة أمام حتمية كسب رهان الارتقاء بالقدرات التقنية، والرفع من منسوب تنافسية الإعلام العربي بكل مكوناته، فضلاً عن تضييق الفجوة الرقمية بالنظر إلى نفوذ كبريات الشركات والمنصات العالمية.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها