لماذا يدعو حزب الله الى الحوار و هل حصل لقاء بينه و بين حزب الكتائب ؟
أنديرا مطر - القبس
Thursday, April 21, 2022
تبدو المعادلة الرئاسية اللبنانية مجمدة محلياً، أقله حتى العام المقبل، في ظل انعدام التوافق بين القوى السياسية على مرشح، تتقاطع عنده المواصفات الرئاسية المطلوبة، من جهة، وعدم نضوج أي تسوية خارجية تسرّع ساعة الرئاسة من جهة أخرى.
تقول أوساط سياسية إن التعويل على حضور الملف اللبناني في لقاءات دولية مبالغ به، فالخارج لديه أولويات كثيرة أهم من الشأن اللبناني، الذي بات يحضر فقط في توصيات بإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، دون اقترانه بآليات أو أدوات لتحقيق ذلك.
الفرنسيون الأشد حرصاً على إيلاء الملف اللبناني الاهتمام الكافي لم يطرحوا بعد أي مبادرة في هذا الاتجاه، خاصة أن تقاطعهم مع السعودية على المحافظة على الاستقرار ودعم الشعب اللبناني لا يلغي التنباينات في ما بينهم في الملف الرئاسي.
وفي الوقت المستقطع، يتكرر سيناريو الجلسات الرئاسية الفاشلة، وعشية الجلسة الثامنة الخميس المقبل، برز إلى الواجهة حوار مفترض بين «حزب الله» وحزب الكتائب، بعد أن كشفت صحيفة الأخبار المقربة من «حزب الله» عن حصول لقاء بين الحزبين في الضاحية الجنوبية لبيروت «بطلب من قيادة الكتائب».
ورغم إصدار حزب الكتائب بياناً نفى فيه هذا الأمر نفياً قاطعاً، مؤكداً أن لا حوار مع «حزب الله» من أي نوع كان، وأنه متى قرر التقاء أي طرف سيعلن عنه صراحة، أكدت مصادر «حزب الله» حصول اللقاء قبل أسبوع، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الطرفان، وأن الأفكار التي طرحها أمين عام حزب الكتائب سيرج داغر جيدة «ويبنى عليها» وأن «حزب الله» أبدى تجاوباً معلناً واستعداده للحوار.
وبين النفي والتأكيد، تقول مصادر معارضة إن الترويج للحوار من قبل «حزب الله» تحديداً مرده نجاح المعارضة جزئياً في انتزاع القرار الرئاسي منه، دون قدرتها على التفرّد به، فـ«حزب الله» بات مقتنعاً باستحالة إيصال مرشح من فريقه، وذلك يعني فتح باب المواجهة داخلياً وخارجياً، فيما أوضاع البلاد المهددة بانهيار مالي ومعيشي تام تفرض عليه إيصال شخصية قادرة على فتح قنوات التواصل مع الدول العربية وإنهاء حالة التصادم مع خصومه المحليين، الذين يلتقي معهم في الحد الأدنى على مبدأ الحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي.
ولذلك، يكرر نواب الحزب في ختام كل جلسة رئاسية الدعوة إلى التوافق، واعتبار الورقة البيضاء رسالة إيجابية موجّهة للفريق الآخر.
على خط مواز، عاد إلى الواجهة الحوار بين حزب القوات اللبنانية، الحزب الأبرز بين خصوم «حزب الله»، و«حزب الله».
مصدر إعلامي مقرب من «حزب الله» رأى في هذا الإطار أن أي فريق لا يستطيع الحسم في الاستحقاق الرئاسي وإيصال المرشح الذي حدد مواصفاته، من هنا أهمية التقاط اللحظة التي تقتضي «خروج القوات عن خطابها الخشبي، خاصة أن يد «حزب الله» ممدودة للحوار».
ورأى المصدر أنه كلما تأخر الحوار طالت حالة المراوحة، ووضع اللبنانيين أمام خيارين: انتظار تسوية خارجية لم تنضج ظروفها بعد، أو تبدل ما في المعطيات المحلية، يفضي إلى فك أسر الملف الرئاسي، مثل اتفاق «حزب الله» مع رئيس التيار الوطني الحر، إضافة إلى بعض النواب السنّة، وبعض نواب التغيير، على مرشح رئاسي يحسم المعركة.
من جهتها، تشير مصادر القوات اللبنانية إلى أنه لا جدوى من أي حوار طالما أن الحزب يضع سلاحه «النقطة الخلافية الاساسية بينه وبين اللبنانيين» جانباً في أي لقاء حواري. وتقول: «طالما أن الحزب يعتبر سلاحه جزءاً لا يتجزأ من بنية لبنان، ولا يمكن أن يتخلى عنه، يصبح الحوار مضيعة للوقت، باب الحوار يفتح عندما يعلن «حزب الله» استعداده التخلي عن سلاحه لمصلحة الدولة، وقبل هذا الموقف لا حوار».
أما الترويج للحوار من قبل أوساط «حزب الله» فتضعه «القوات اللبنانية» ضمن الرسائل الموجهة لجبران باسيل، لتليين موقفه من الانتخابات الرئاسية، وللقول «إن هناك خياراً مسيحياً بديلاً عنه للسير بمرشح رئاسي هو القوات اللبنانية والبطريركية المارونية».
عدا عن أن الحزب يحاول بهذا الترويج تشويه صورة القوات في البيئة المسيحية للقول إنها لا تمانع الدخول في أي تسويات من تحت الطاولة، وهذا الأمر لن يحصل، وفق المصادر القواتية، التي تؤكد تمسّكها بالمرشح ميشال معوض، أو أي مرشح تنطبق عليه صفتَي «سيادي وإصلاحي».
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها