الكاتب : شربل نوح
عندما شعر بشير بدنو ساعته طلب منا ان نخلق مئة بشير غيره ان استشهد و ان لا نوقف حياتنا و نبكي على الاطلال فماذا فعلنا ؟؟؟
لقد دفننا انفسنا و مجتمعنا بنفس القبر الذي دفن فيه بشيرنا و لم نقم حتى الآن
نحن مجتمع يحيا على الاساطير و الابطال و يضيع ان ضاعوا
نحن مجتمع قاتل و قاوم و قدم كل شيء ليبقى لكنه سقط في فخ الأوهام و الغوغائية المدمرة
نحن مجتمع يموت بموت قادته و زعمائه و لا يقوم الا بمجيء زعيم آخر لذا لا مستقبل لنا
نحن مجتمع ابدع في كل شيء دون ان ينظم ابداعه بأطر ثابتة للمستقبل فضاعت كل الجهود و ذهبت ادراج الرياح
عشنا احلاماً كثيرة من فخر الدين حتى اليوم و عشنا انتصارات و انكسارات و نكبات و اوجاع لكننا لم نسقط
اسقطتنا انانيتنا و فوقيتنا المريضة و نرجسيتنا القاتلة
اسقطتنا سطحيتنا و تفاهتنا و لهثنا الدائم وراء المراكز و السلطة البالية
لا لم يكن بشير يريد لنا ان نموت بموته … هو اراد مجتمعاً حراً قوياً واعياً مدركاً ثابت الخطى يصنع المستقبل و لا يغرق في احزان الماضي
هو غاضب علينا حيث هو و لا يريد ان يرانا او يسمع بنا لأننا خذلناه و قتلناه الف مرة
هو حزين علينا و ليس منا لاننا ضيعنا عرق الرفاق و دماء الشهداء و بعناها في سوق النخاسة
بشير و ضمة الابطال و الشهداء رحلوا و بقينا نحن فماذا فعلنا كي لا يموتوا مرتين ؟؟
لقد طعنّاهم ان كنا ندري او لا ندري الف طعنة و طعنة
طعنّا مقاومتهم و جراحهم و عرقهم و تعبهم
طعنّاهم عندما دخلنا بلعبة المصالح و المسايرة و التكاذب و النفاق
طعنّاهم عندما تخلينا عن مشاريعهم و احلامهم ارضاء لغبي من هنا و سخيف من هناك
لا لم يكن بشير يريد لنا و للبناننا ما وصلنا اليه
هو اراد وطنا على صورة احلامه فقتلوه و مات حلمه و الاحلام من دون ابطالها تموت