اجتماع “دار الفتوى” يوحِّد القرار السُني برعاية سعودية ودعم خليجي
السياسة الكويتية
Thursday, April 21, 2022
فيما يحظى الملف اللبناني بمتابعة عربية ودولية، عبر عنها بوضوح البيان الثلاثي السعودي الفرنسي الأميركي، والذي شكل ما يمكن وصفه بـ”خارطة طريق” للمرحلة المقبلة، يتوجب على المسؤولين اللبنانيين السير وفقها، لإخراج لبنان من المأزق الذي يتهدده بعواقب وخيمة، انشغلت الساحة السياسية، أمس، بحدثين لافتين، الأول اجتماع النواب السّنة في “دار الفتوى” برعاية وحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، للبحث في توحيد موقف الطائفة من التطورات الداخلية، والثاني استضافة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، للنواب السنة في دارته، باليرزة ، بعد انتهاء اجتماع الدار.
وهذان الحدثان يمكن البناء عليهما، في ما يتصل باستعادة الطائفة السنية دورها السياسي، وبزخم في المرحلة المقبلة، وما يتصل بالاستحقاقات الداهمة التي ينتظرها لبنان، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية.
وقد أكدت لـ”السياسة” مصادر نيابية بارزة مشاركة في اجتماعي “دار الفتوى” و”اليرزة”، أن ” الأجواء كانت إيجابية للغاية، بحيث كان إصرار على ضرورة أن يعود سنة لبنان إلى لعب دورهم الوطني بامتياز، وأن يشاركوا بفاعلية في رسم معالم المرحلة المقبلة، وتحديداً في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية”، مشددة، على أن “ما يهم السعودية والدول الخليجية هو استعادة لبنان وحدته واستقراره وسيادته، وأن يكون للطائفة السنية دورها الأساسي إلى جانب بقية المكونات، وأن يبقى لبنان متمسكاً بعروبته وعلاقاته المميزة مع أشقائه”.
وقد استبق السفير بخاري استضافته النواب السّنة، بتغريدة قال فيها، “وِحدَةُ الأُمَّةِ رِبَاطٌ وَثِيقٌ؛ لاَ تَنْفَصِمُ عُرَاهُ وَلاَ تَنْفَكُّ عُقْدَتُهُ”.
وفي الوقت الذي أكد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك، أن “تقدماً حصل على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ولكن لا تزال هناك تفاصيل ينبغي توضيحها، وبالتالي فإن الحل النهائي لم ينجز بعد”، واستكمالاً للمواقف التي شدد عليها البيان الثلاثي، أكّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أنّنا “لا نتدخّل في خيارات اللبنانيين، وعليهم اختيار رئيس قادر على تحقيق طموحاتهم وقد رأينا ما حصل سابقاً”، في وقت رأى وزير خارجية البحرين عبداللطيف بن راشد الزياني، أنّ “حزب الله يشكل خطراً دائماً على أمن منطقة الخليج، وكل إجراءاته ضدّها”.
وفي المواقف الداخلية، وبعدما أعلن رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وإن بصورة غير مباشرة، أكدّ رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أنه حتى الآن “ليس مرشّحاً لرئاسة الجمهورية”.
وقال:”لن أصوّت لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، و”يعلم السيد نصرالله أنه لا “يمون عليّ” بما لا أقتنع به”. وعن ترشيح قائد الجيش للرئاسة قال: “انتخاب قائد الجيش جوزيف عون يحتاج تعديلاً دستورياً”.
ورداً على سؤال حول إمكانية التصويت لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يوماً، قال: “لن أصوّت له، ولا أرى أنه مع الوقت يتحسن بل يتراجع”.وجدّد باسيل اقتناعه بسلاح “حزب الله” في مواجهة اسرائيل.
حكومياً، لفت الى أن “هناك حكومة ستشكّل لأن لا أحد يرغب في الذهاب الى المجهول”.
وكشف المحلل السياسي نضال السبع، أن “جبران باسيل زار الدوحة سرًا وأخذ أجوبة حول ثلاثة عنواين وهي ملف الترسيم ورئاسة الجمهورية وطلب شخصي يتعلق بالعقوبات الأميركية”، مؤكدًا أن “قطر تلعب دورًا أساسيًا في ملف الترسيم وباسيل فتح “اوتوسترادات” معها”.
وفيما أشادت القيادات اللبنانية السياسية والروحية، لمناسبة العيد الـ92 للمملكة العربية السعودية، بالدور المميز الذي تقوم به المملكة تجاه لبنان وشعبه، أبرق عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حماده، الى سفير السعودية وليد البخاري، مهنئا بالعيد الوطني للمملكة العربية السعودية.
إلى ذلك، رأى رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض، ان “اولويات ومصالح حزب الله وحلفائه، تختلف جذريا مع المصلحة الوطنية العليا، وتتناقض بالعمق مع الإصلاح والتغيير الحقيقيين”.
وقد أعاد النائب السابق فارس سعيد، إلى الواجهة، قضية “التمدد الشيعي” بقيادة “حزب الله” في محافظة كسروان – جبيل، متحدثاً عن تمدّد سياسي وأمني وعقاري في المنطقة، داعيًا الجهات السياسية في المحافظة للتنبّه.