تحرك لبناني لاستئناف صادرات الوقود من الجزائر.. واتصالات مع الكويت
الشرق
Thursday, April 21, 2022
قال مصدر في وزارة الطاقة اللبنانية لـ"الشرق"، الجمعة، إن بلاده تجري لقاءات مع الجانب الجزائري لحل "إشكال" مع الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك"، بعد خلاف سابق أدى لوقف صادرات الوقود الجزائري المشغل لمحطات الكهرباء في لبنان، بالإضافة إلى اتصالات مع الكويت لبحث تأمين مزيد من الوقود.
وأوقفت الجزائر تزويد لبنان بالوقود في نهاية 2020، على خلفية تفجر قضية "استيراد الوقود المغشوش"، بعدما أدان القضاء اللبناني 12 شخصاً في 13 مايو 2020، ووجه لهم تهماً تتعلق بـ"جرم التقصير الوظيفي وتقاضي رشاوى وتغيير تقارير"، فيما اعتبرت الجزائر أنها "غير متورطة بأي شكل من الأشكال في هذه القضية".
وقال المصدر في وزارة الطاقة اللبنانية، إن بلاده تعمل على توسيع دائرة المصادر لتأمين الوقود اللازم لمعامل الكهرباء في البلاد، في إطار جهودها لزيادة ساعات توافر التيار الكهربائي، وتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء اللبنانية.
ويحتاج لبنان إلى نحو 3 آلاف ميجاوات من الكهرباء تقريباً، وانحصر إنتاجه مؤخراً بالمحطات الكهرومائية، التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى نحو 100 ميجاواط، وبمحطات عاملة على الوقود يزودها به الاتفاق مع الحكومة العراقية الذي أعلِن تمديده، الأسبوع الماضي، عاماً إضافياً.
اتصالات مع الكويت
وأشار المصدر اللبناني لـ"الشرق" إلى أن وزير الطاقة وليد فياض "بدأ بإجراء اتصالات مع الجانب الكويتي عبر القائم بالأعمال سفارة الكويت في لبنان عبد الله الشاهين والقائم بالأعمال السفارة اللبنانية في الكويت باسل عويدات".
واعتبر المصدر أن هذا التحرك الجديد يهدف لـ"تنظيم زيارة لفياض إلى الكويت، والعمل على تعزيز التعاون بين البلدين، والبحث في الوسائل لتأمين الوقود اللازم لمعامل الكهرباء في لبنان".
وأكد أن التحرك يأتي بالتزامن مع "لقاءات تجري مع الجانب الجزائري لحل الإشكال مع الشركة الجزائرية للمحروقات (سوناطراك) التي كانت تتعاون مع لبنان في موضوع تزويد معامل الكهرباء بالوقود".
ولفت المصدر في وزارة الطاقة اللبنانية إلى أن فياض يعمل على "تشكيل هيئة ناظمة لقطاع الكهرباء في لبنان، إضافة إلى رفع تعرفة مؤسسة كهرباء لبنان خصوصاً، وذلك تنفيذاً لمطالب البنك الدولي".
وشدّد على أن هذه المطالب من "الأمور الأساسية التي يطالب بها البنك الدولي لتمويل استجرار الكهرباء من الأردن وشراء الغاز لمعامل الكهرباء من مصر، مروراً بالأردن وسوريا، وصولاً إلى شمال لبنان".
وتشترط الولايات المتحدة موافقة البنك الدولي على التمويل، قبل منح مصر والأردن وثيقة نهائية تضمن استثناءهما من عقوبات "قيصر" مقابل توريد النفط عبر الأراضي السورية.
و"قيصر" قانون أميركي يفرض عقوبات على الجهات والأشخاص، الذين يدعمون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
أزمة مستمرة
ووسط انهيار اقتصادي يعصف بلبنان منذ سنوات، تشهد البلاد أزمة كهرباء اتسمت بتخطي ساعات التقنين 22 ساعة، ما يعني عدم توافر الكهرباء إلا لمدة ساعتين فقط أو أقل يومياً، فيما عجزت السلطات عن استيراد ما يكفي من الوقود لتشغيل معامل الإنتاج.
ووقع لبنان اتفاقاً مع العراق في يوليو 2021، لاستيراد مليون طن من الوقود للتخفيف من أزمة الكهرباء في البلاد، ووصلت أول باخرة إلى لبنان محملة بـ31 ألف طن من هذه المادة في 16 سبتمبر عام 2021.
واتفق العراق ولبنان على تبادل الخدمات، حيث يمنح العراق بموجبه لبنان مادة زيت الوقود الثقيل، مقابل "خدمات وسلع" سيحصل عليها العراق من لبنان.