واشنطن تهدد لبنان بوقف مساعي الترسيم بسبب مسيّرات “حزب الله” وتحذره من التداعيات
السياسة الكويتية
Thursday, April 21, 2022
ما لم ينشر عن مضمون الاحتجاج الأميركي الذي أبلغ إلى كبار المسؤولين اللبنانيين رداً على مسيرات “حزب الله”، كشفته معلومات موثوقة لـ”السياسة”، بأن الرسالة الأميركية كانت أكثر من احتجاج، وصولاً إلى حد التهديد الحاسم بوقف مساعي واشنطن في ما يتعلق بالترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل.
وقالت المعلومات، إن الأميركيين ينظرون إلى ما حدث بأنه مؤشر بالغ الخطورة، قد يدفع إسرائيل إلى الرد على استفزاز “حزب الله”، ما يفتح الباب أمام اندلاع مواجهة عسكرية شاملة على مختلف الجبهات بين لبنان وإسرائيل.
وأشارت المعلومات، إلى أن الاحتجاج الأميركي الذي نقله الوسيط أموس هوكشتاين، عبّر عن استياء بلاده من السكوت الفاضح للمسؤولين اللبنانيين، إزاء تصرف “حزب الله” الذي قد يؤجل إلى أمد بعيد مفاوضات الترسيم، بعدما ظهر بوضوح أن “حزب الله” هو المتحكم بهذا الملف، لحساب المصالح الأيرانية.
وعلمت “السياسة”، من مصادر ديبلوماسية عربية، أن “تفرد حزب الله بقرار الحرب والسلم كالعادة في لبنان، أرخى بظلاله على اجتماعات وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت، آواخر الأسبوع الماضي، حيث ظهر بوضوح للضيوف العرب، أن الحزب هو من يمسك بكل شيء في لبنان، وهو أراد إرسال رسالة للمجتمعين في بيروت، أنه لا يمكن تجاهله، وأنه مشارك أساسي بالقرارات في لبنان”.
وفي السياق، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس، اجتماعًا مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب تم خلاله عرض موضوعات ونتائج الاجتماع الوزاري العربي التشاوري الذي عقد يوم السبت الفائت.
وعقب اللقاء قال بو حبيب: “تطرق البحث الى الوضع في الجنوب وموضوع المسيّرات الثلاث التي اطلقت في محيط المنطقة البحرية المتنازع عليها وما أثارته من ردود فعل عن جدوى هذه العملية التي جرت خارج اطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي، خصوصا وأن المفاوضات الجارية بمساعي من الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين قد بلغت مراحل متقدمة”.
وقال بو حبيب، “إن لبنان يعتبر أن أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرضه لمخاطر هو في غنى عنها.
حكومياً، ومع تفجر الخلاف بين الرئيس المكلف الذي سيزور رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة و”التيار الوطني الحر”، بدت الأمور على درجة كبيرة من التعقيد، ما يجعل عملية تأليف الحكومة بعيدة المنال”.
وقد أعرب الرئيس ميقاتي عن تفاؤله، قائلا بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، “تناقشنا في الأمور الحياتيّة التي تعني المواطنين وتطرّقنا لموضوع المدّخرات العائدة للناس في المصارف”، مؤكدا أن “الأمور إيجابية على صعيد تشكيل الحكومة التي ستستكمل ما بدأته الحكومة الحاليّة التي أصبحت الآن حكومة تصريف أعمال “، مضيفا “سأزور الرئيس عون خلال هذين اليومين”.
على صعيد آخر، وبينما اتهم حزب “القوات اللبنانية”، “حزب الله” وأمينه حسن نصرالله بالإصرار على مصادرة القرار الستراتيجي للدولة، أكد “لقاء سيدة الجبل” أنه ” في توقيت إيراني محسوب بدقة، غداة فشل المفاوضات الإيرانية الأميركية في الدوحة وعشية زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، أطلق حزب الله ثلاث مسيرات غير مسلحة باتجاه حقل كاريش”.
وأشار إلى أنّ “ذلك يأتي بعد ساعات على تسريب الحزب معلومات عن الجواب الإسرائيلي على مقترحات لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والتي كان الجانب اللبناني قد سلمها بعد تخبط منقطع النظير، إلى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين”.
ورأى “اللقاء”، أنّ، “كل ذلك يؤكد أن حزب الله الذي أعلن سابقًا أنه وراء قرار الدولة اللبنانية في موضوع ترسيم الحدود البحرية جنوبا إنما هو عمليًا وراء قرار الجمهورية الإسلامية في إيران لترسيم حدود نفوذها في المنطقة، وليس ملف الترسيم اللبناني سوى ورقة بيده بالوكالة عن إيران وفوق مصالح الشعب اللبناني المنكوب”.