ملاحظات لبنانية «شكلية» على مسودة هوكشتاين لا تمس جوهر الاتفاق
القبس الكويتية
Thursday, April 21, 2022
وفق المعطيات الرسمية، أصبح لبنان على مسافة أمتار من توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني باشراف دولي وأممي. اتفاقية ينظر اليها لبنان على انها خشبة خلاص لانتشاله من أزماته المالية والاقتصادية الخانقة، في حين ستحدد مرحلة تنفيذ الاتفاقية ميزان الربح والخسارة للطرفين.

وبموقف موحد، أنهى المسؤولون اللبنانيون، اليوم، صياغة الرد على المقترح الأميركي بملاحظات «تقنية» لا تؤثر على جوهر الاتفاق، وسط تفاؤل رسمي باقتراب التوصل الى اتفاق خلال ايام وليس اسابيع.. بانتظار الرد الصهيوني.

اجتماعان متتاليان شهدهما القصر الجمهوري، الاول تقني، ترأسه رئيس الجمهورية وجرى خلاله استجماع الملاحظات التقنية التي وضعتها المراجع المختصة لدى الرؤساء الثلاثة في ورقة واحدة، على ان ترفع الى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من أجل مناقشتها مع الجانب الصهيوني.

وهذه الملاحظات، بحسب المصادر، تقنية الطابع، ولا يمكن ان تؤثر على مضمون الاتفاق الذي ينص على أن استثمار حقل قانا بشكل كامل من لبنان، واعتماد الخط 23، اضافة الى وجود منطقة أمنية بين الخطين 1 و23 تمتد على مسافة 5 كيلومترات وبعرض عشرات الامتار، وتكون تحت سيطرة الامم المتحدة.

قمحة ونصف

الاجتماع الثاني جمع الرؤساء الثلاثة، وانضم اليه الفريق التقني، ولم يستغرق سوى دقائق خرج بعده رئيس البرلمان نبيه بري مضيفا جرعة تفاؤل جديدة بقرب التوصل الى اتفاق بالقول «قمحة ونص». بدوره رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي صرح بان «الامور ميسرة»، لافتاً إلى وجود بعض الملاحظات التقنية التي لا تمس «المسلّمات والأعمدة الأساسية» «وموقفنا موحّد بما فيه مصلحة لبنان».

لا أخذ من دون تنازل

مستشار رئيس الجمهورية المكلف متابعة الملف الياس بو صعب رفض الاجابة عن اي سؤال يتضمن جوهر الاتفاق، لاسيما موضوع تعويضات لبنان للعدو عن حصته في حقل قانا، مكتفيا بالقول «لا يمكن أن يأخذ أي طرف في المفاوضات كامل حقوقه من دون التنازل للطرف الآخر»، مؤكدًا أنّ «لبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا».

وأوضح بو صعب أنّ «جوابنا ليس رسميًا بل رد على طرح هوكشتاين، والشياطين في التفاصيل أصبحت صغيرة وليست كبيرة»، وأضاف «إذا أُخذ بالملاحظات كما اتفقنا عليها نتكلّم عن أيّام للتوقيع وليس أسابيع».

ورجحت مصادر مواكبة للملف ان تكون الاجتماعات اللبنانية هي الأخيرة ما قبل عقد جلسة المفاوضات غير المباشرة النهائية في الناقورة التي ستشهد توقيع الجانبين اللبناني والصهيوني على ورقة، كل على حدة.

انقسام المعسكر الصهيوني

على المقلب الصهيوني، يحتدم الخلاف بين رئيس الحكومة يائير لابيد وزعيم المعارضة بنيامين نتانياهو على ملف الترسيم مع لبنان وسط انقسام واضح في مقاربة مسودة الاتفاق على مشارف انتخابات تشريعية يسعى نتنياهو الى الفوز بها من خلال انتقاد الحكومة الصهيونية الحالية من ملف الترسيم.

ولليوم الثاني على التوالي هاجم نتانياهو لابيد متهما اياه بالتنازل في موضوع الحدود البحرية. وصرح لابيد أمس الاثنين أن الكيان الصهيوني سيحصل باتفاقه مع لبنان على ملكية كاملة لحقل كاريش بالإضافة إلى جزء من حقل قانا.

معركة نتانياهو مع لابيد تزامنت مع تقديم رئيس وفد التفاوض الصهيوني استقالته من منصبه بسبب معارضته للاتفاق الذي سيحصل مع لبنان.

اجتماع مع توتال

أرباح الكيان الصهيوني من حقل قانا والذي يستمر التكتم عليه لبنانياً، يرجح أن تكون عبر شركة توتال الفرنسية. اذ اشارت وكالة رويترز الى أن مسؤولاً صهيونياً يبحث في باريس مع «توتال إنرجيز» المشاركة في أرباح حقل غاز قبالة سواحل لبنان في المستقبل.

في الغضون، سيحضر ملف ترسيم الحدود البحرية يوم الخميس المقبل على طاولة المجلس الوزاري الأمني المصغر لاتخاذ الموقف النهائي منه. وسيعرض كذلك على الكنيست بحسب ما أعلن وزير العدل الصهيوني، لكن ليس للتصويت عليه، بل للاطلاع عليه ومراجعته لأن لا صلاحية للكنيست بالموافقة على هكذا معاهدات.

بدورها، أوضحت وزيرة الداخلية االعبرية ايليت شاكيد، أنه «يحظر بأي شكل من الأشكال تمرير مثل هذا الاتفاق المهم من دون مراجعة الكنيست، صاحب السيادة الحقيقي». ودعت شاكيد، الكنيست إلى المصادقة على الاتفاقية الناشئة مع لبنان.

وبانتظار ان يتبلور الموقفان اللبناني والصهيوني في هذا الملف، كل المعطيات تذهب باتجاه التوصل الى ترسيم اتفاق بين البلدين خلال الايام المقبلة.

لا شراكة من العدو

على صعيد متصل، ابلغ رئيس الجمهورية مديرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية آن غيغان الحرص على ضمان حقوق لبنان وتوفير الظروف الملائمة لبدء عملية التنقيب عبر شركة توتال، مؤكدا انه لن تكون هناك اي شراكة مع الجانب الصهيوني. من جانبها، أكدت غيغان أن التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود اولوية للبنان، وأن بلادها مهتمة بالاتفاق.

الازمات المعيشية والحياتية الى مزيد من التأزم مع ارتفاع جنوني في اسعار المحروقات على أبواب فصل الشتاء، وتأرجح سعر صرف الدولار ما بين 38 و39 الف ليرة.

واليوم عادت ظاهرة اقتحام المصارف في لبنان إلى الواجهة من جديد، بعد اقتحام شاب لبناني لأحد المصارف في منطقة «حارة حريك» بالضاحية الجنوبية لبيروت، وحصوله على وديعته التي تُقدّر بـ11 ألف دولار.

من جهتها، ذكرت جمعية «صرخة المودعين» أنّ المودع زاهر خواجة حرّر 11750 دولارا من المصرف المذكور وباقٍ له 750 دولاراً.

مع الاشارة الى ان المصارف اللبنانية استأنفت عملها في سبتمبر الماضي بعد أسبوع من الإقفال احتجاجا على عمليات الاقتحام التي شهدتها من قبل مودعين طالبوا باستعادة أموالهم تحت تهديد السلاح.

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top