لبنان
مجتمعنا و خياراته الخاطئة
شربا نوح
ما هذه المشكلة المزمنة التي عانى منها مجتمعنا و ما زال ؟؟
يذهب نرجسي ليأتي اسوأ منه و ينتهي سلطوي لنَبلي انفسنا بمن هو افظع بدرجات من الذي سبق! كيف لمجتمع ان يكرر نفس الخطايا مرة و اثنين و ثلاث و لا يتعلم ؟ كيف لمجتمع ان يختار دائماً كل الأسوأ و لا يحاسب نفسه بل يعود و بكل انانية و عجرفة ليلقي اللوم على الآخرين !
لم يشهد تاريخ الشعوب و المجتمعات ظهور اجيالٍ فارغة مدَّعية سطحية كآخر ثلاث او اربع اجيال ظهرت عند مسيحيي لبنان !
ما هذا "الغباء" المقزز عند البعض وما تلك السطحية المغلفة بغلاف سميك من الإدعاءات الفارغة ؟؟
ما هذه الوصولية و الشخصانية و من اين اتوا بكل ذلك ؟؟ ما هذه الفوقية المرضية القاتلة الرخيصة رخص اصحابها ؟؟
لتفهم حقيقة مجتمع عليم ان تراقب خياراته ... فما كانت خيارات اغلب مسيحيي لبنان في الثلاثين سنة الأخيرة ؟؟
كيف لمجتمع ان يختار بملئ ارادته احزابا" و مجموعات اوصلته الى حيث وصل مرة و اثنين و ثلاث و اكثر ؟
ربما كان بالإمكان ان نفهم لو ارتكب هذا المجتمع الخطأ مرة واحدة و عاد عنه … لكن ان يكرر تلك الخطايا مرات كثيرة و يتباهى بجهل قل نظيره بكل ما فعله فهنا المصيبة الكبرى !!!
المصيبة الأكبر ان من اعترفوا صورياً بارتكابهم بعض الاخطاء في خياراتهم السابقة استمروا بنفس النهج مع تغيير في الوجهة التي ذهبوا بخياراتهم نحوها لا في المضمون !!!
ما مناسبة هذا الحديث اليوم ؟؟؟
مناسبة حديثنا هو مشاهدة هذا المجتمع مرة من جديد يسوّق و يختار خيارات شبيهة بسابقاتها ستنتج نفس الخراب و هو فَرِح !!
المناسبة هي محاولة تنبيه الناس قبل الوقوع في المحظور مرة أخرى في الانتخابات القادمة .
على المسيحيين ان يعلموا جيداً ان فرصهم و خياراتهم لم تعد كبيرة … فهم اوصلوا انفسهم الى مكان صعب جداً و هو اول طريق زوالهم كمجموعة سياسية فاعلة !!!
عليهم ان يعرفوا ان خياراتهم حددت مصيرهم السابق و هي التي ستحدد مستقبلهم و كما يختارون تكون النتيجة عساهم يحسنون الخيار هذه المرة كي لا يزولوا عن خارطة السياسة في لبنان لأن الخطر الذي يتهددهم اليوم هو خطر وجودي يمس حضورهم و دورهم و بقائهم و ليس اقل من ذلك و الثمن هذه المرة سيكون غالياً و غالياً جداً .
© 2022 https://sadalarz,com  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top