شربا نوح
يأتي رمضان اليوم في ظل غلاء لم نشهده بتاريخنا !!!
فكيف لموظف او عامل او حتى صاحب مهنة حرة صغيرة ان يؤمن لعائلته ابسط متطلبات هذا الشهر؟؟
بربكم فليخبرنا أحد كيف للعامل اليومي ان يؤمن ثمن الإفطار لعائلته ؟؟؟
كيف للفقراء و المعدمين و المساكين في بعض احياء طرابلس و صيدا و صور و كل المناطق ان يصوموا ؟؟ على ماذا سيفطرون ؟؟
يحل شهر المسلمين الكبير هذه السنة على ناس هم صائمون اصلاً بفعل الحاجة و العوز لكن كراماتهم منعتهم من قول ذلك !!!
يحل شهر المسلمين الكبير هذا السنة على شعب اعتاد العيش برغد فأفقروه و سرقوه و دمروا كل مقومات استمراريته في حياة كريمة و لائقة !!!
منذ سنوات و لم نعد نرى زينة رمضان !!! هي اختفت من المدن و الأحياء بفعل الضائقة المالية و لأن الأولوية اليوم لما هو أهم …
نجول في طرابلس التي لم تكن تهداأ قبل بداية الشهر الفضيل و التي كان يتحول ليلها الى نهار طيلة أيام هذا الشهر فلا نرى سوى الحزن و البؤس على وجوه ناسها و لا نسمع سوى صوت السكون القاتل و المخيف …
ماذا فعلوا بلبنان و شعبه و ما الذي سيفعلونه به بعد ؟؟
يأتي رمضان هذه السنة على ابواب الانتخابات النيابية … ربما مصادفة !!! لكنها مصادفة تذكرنا بأن بعض خياراتنا السابقة اوصلتنا الى هنا !!! فلنتعظ و لنتعلم و لنختار من يستطيعون انتشال الوطن من القعر كي تعود الأيام الجميلة و ليالي الفرح …
لم يتعود مسلموا لبنان على رمضان بوطن معدم منهار لا يعطيهم ابسط مقومات الحياة .... هم تعودوا على لبنان الحياة و السهر و الحرية ... هم اعتادوا على العرب يمضون ايام هذا الشهر الفضيل في ربوعه يتمتعون بجمال طبيعته و حياته ...
حاسبوا من اوصلوكم الى هنا في صناديق الاقتراع ... حاسبوا من حرموكم افطارا" هانئا" و حياة كريمة تليق بكم و لا تعيدونا الى السنوات السوداء بخياراتكم ...
اذهبوا الى الصناديق و تناسوا الصغائر و تعالوا عنها ... تذكروا فقط ان لبنان من سنوات قليلة كان قبلة كل الناس في الشهر الكبير و حوله البعض الى جهنم بائسة اهله يريدون الهروب من جحيمها و نارها ...
اذهبوا الى الصناديق و خذوا معكم جوعكم ووجعكم و كل قهركم و انتخبوا لبنان و لبنان فقط لننهض من جديد ونعود الى سابق الايام ...لؤلؤة الشرق و ارض الحرية و الجمال
