الكاتب : شربل نوح
إن اردت أن تخضع مجتمعاً قم بإخافته … إن خاف ؟ كن مطمئناً لأنه سيأتي اليك صاغراً مستسلماً كالنعجة الجاهزة للذبح .
لو اتكل مسيحيوا لبنان عامة و الموارنة خاصة في كل تاريخهم على حمايات و حاميات منتظرة لكانوا اندثروا و زالوا من الوجود منذ زمن .
يريد مسوّقوا هذا المنطق تحقيق بعض الغايات من وراءه … كل بحسب اهدافه و مصالحه فمن هم هؤلاء و ما هدف كل منهم
اولاً راعي هذا الشعار و مطلقه حزب الله:
الهدف الاول و البديهي هو تبرير وجوده لأن هذا الحزب هو حزب اقلوي في هذه المنطقة بنهاية المطاف و لا يمكن تبرير تصرفاته الفئوية الا بادعائه حماية الاقليات …
الهدف الثاني هو هدف ايديولوجي محض و يأتي في سياق تصدير الثورة الخمينية و التي تقوم فيما تقوم عليه على الفكر الذي يعتبر الآخر المختلف ذمي و تطبق عليه شروط ذلك المبدأ
ثالثاً و الاهم هو محاولة استمالة بعض الخائفين منه او الموهومين داخل المجتمع المسيحي ليشكلوا غطاءاً سياسياً له هو بأمس الحاجة اليه و هنا المعضلة و الإشكالية الكبرى
حلفاء الحزب في الطوائف الاخرى
كيف يمكن لخائف من أحد ام يستسلم له و يدعي انه بحمايته ؟؟
هذا المنطق سوقه حلفاء هذا الحزب داخل داخل طوائفهم و الذي يقول بحمايةالشيعة الاقوياء للأقليات الضعيفة الأخرى …
فلنذهب الى جمهورهم و لنسأله ممن يخاف في لبنان ليأتي الجواب و بالإجماع انهم يخافون بالدرجة الأولى من سلاح الحزب الذي يقولون علناً انه يحميهم
هل يخاف المسيحيون من السعودية او الإمارات مثلاً ؟؟ ام يخافون من مصر و الكويت ؟؟
المسيحيون يخافون من الحركات الدينية الراديكالية و التي بصلب عقيدتها تحويلهم الى هوامش و توابع و اكبر و اقوى تلك الحركات هو حزب الله
ان كل ما تم تسويقه سابقاً لتخويف المسيحيين به كداعش و غيرها سقط و انكشف مع الأيام … فداعش اكتشفنا جميعاً ان جزءاً كبيراً منها كان صينعة استخباراتية بالتناغم مع محور الممانعة ان لم يكن بإشرافه و كل اخواتها متسابهون بالمنشأ و المصير و كلها اتت في سياق واحد هو اولاً تخويف الأخرين لتبرير استتباعهم و ثانياً لتبرير الوجود النافر للفكر الخميني الراديكالي في المنطقة …
المسيحيون عامة و الموارنة خاصة لم يهابوا احداً يوما و لم يطلبوا حماية من احد … عاشوا هنا ستة عشر قرناً بالعرق و الدم و التعب و الجهد و سيعيشون قروناً اخرى في ارضهم بصلابتهم و مقاومتهم و مجابهتهم لكل الاخطار … هم يولدون هكذا ابناء جبال اشداء صلابتهم من صلابة صخور الجبال لا يهزمهم طاغية و لا يقهرهم محتل و ان كان لا بد من موتهم يموتون واقفين كشلوح الارز و السنديان في واديهم المقدس ... هكذا كان الاجداد … هكذا يستمرالابناء و هكذا سيبقون الى الابد …