شربل نوح
عام 2005 كانت ثورة الارز التي احدثت انقلابا بالغ الاهمية لمصلحة القوى السيادية الاساسية في لبنان بعد التحاق مجموعات اخرى بهم اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري و التي كانت تغرد سابقا" خارج السرب السيادي.
هذا الانقلاب في الموازين لم يستسغه بقايا الوصاية السابقة و حلفائهم في لبنان و بدأوا العمل عل اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل انتفاضة الاستقلال او اقله تعديل موازين القوى فشهدنا ما شهدناه من شطب لرموز اساسية في 14 اذار بشتى الطرق الى اقفال وسط بيروت و المجلس النيابي وصولا الى 7 ايار الذي كان محطة مفصلية في هذا المسار.
ادى اجتياح بيروت في السابع من ايار الى اعادة قوى المنظومة السابقة بقوة الى القرار السياسي خاصة بعد اتفاق الدوحة الذي كان بمثابة تسليم من القوى السيادية بالامر الواقع الجديد و هو اشراك بقايا الوصاية و حلفاء ايران في السلطة التنفيذية و بالتالي تسليمهم القرار الفعلي في البلد بعد اعترافهم لهم بشرعية عرف التعطيل تحت ذريعة الميثاقية و من هنا بدأ مسار عزل لبنان و انحداره وصولا الى الانهيار التام .
من يعتقد ان الانهيار الذي حصل كان وليد ساعته او نتج عن فساد و سوء ادارة هو واهم ... ان كل ما حصل منذ 2019 حتى اليوم كان النتيجة غير المباشرة لاجتياح 7 ايار و لاتفاق الدوحة فكيف حصل ذلك ؟
بعد تسلم القوى االسيادية القرار في لبنان عملت على تفعيل علاقاتنا العربية و الدولية و عملت قدر الامكان على محاولة ابعاد لبنان عن المحاور فكان النمو الذي شهدناه في سنوات ما بعد ثورة الارز ... بعد تبدل الموازين نقل حزب الله لبنان كليا الى المحور الايراني و حوله رويدا رويدا الى بلد خارج عن الشرعيتين العربية و الدولية و ملحق كليا بالجمهورية الاسلامية و سياساتها من هنا اتى خروج العرب و مقاطعتهم لبنان و بالتالي انهيار اقتصاده و هذا ما يجب معالجته لنعود الى الطريق الصحيح فما اهمية استحقاق 2022 المقبل ؟
اهمية الانتخابات القادمة تكمن في محاولة تعديل موازين القوى المختلة فنحن لسنا بالسذاجة التي تجعلنا نصدق ان المعادلة ستتغير جذريا وسط هذا الظرف الدولي غير المؤاتي فماذا يمكن ان تحقق تلك الانتخابات ؟؟
ستحقق انتخابات 2022 امرين مهمين جدا" : اولهم سحب الغطاء المسيحي من تحت اقدام حلفاء ايران و تجريدهم من احدى اوراق قوتهم الداخلية التي استعملوها طويلا لمصالحهم و ثانيها اقامة توازن اقله معطل لاي سياسة لا تريدها الاطراف السيادية بمعنى اخر يجب استعمال نفس الاسلوب الذي لجأت اليه قوى الممانعة في السابق فان كنا لا نستطيع الفوز بالاكثرية نتيجة تشرذم القوى السيادية علينا اقله ان نوصل قوة سياسية وازنة قادرة على تعطيل اي قرار لا ترضى عنه اي استعمال العرف الذي كرسوه هم سابقا لمحاربتهم به .
لذا علينا المشاركة بالانتخابات القادمة و التصويت للسياديين فقط اينما حلوا ان كانوا في الاحزاب السيادية او خارجها ... وعلينا ان نصدق ان خياراتنا تصنع الفرق و ان انكفائنا سيتسبب بالمزيد من الانهيار لهذا الوطن المتعب ... فان اردنا التغيير علينا ان نقدم و من يجرؤ ينتصر بنهاية المطاف .
