لم تشهد إنتخابات في تاريخ لبنان هذا الكم الهائل من الغوغائيين المتسلقين و الطامحين المرشحين للاستحقاق .
أنظروا كيف بستغل هؤلاء كل شيء ليظهروا …
أنظروا كيف يستغلون أي مناسبة أو حدث أو قضية ليتبنوها حتى لو لم يقتنعوا بها … كل ذلك فقط للظهور و لإيجاد حيثية لهم .
ماذا يجمع بين من يتبنى قضية ابناء عين الرمانة و المساير لأخصامها في السياسة ليتبنى القضيتين معاً ؟؟؟
ماذا يجمع بين المدافع عن "المقاومة" و محورها و المطالِب بعودة العرب الى لبنان ؟؟؟
يجمع بينهم فقط متسلق وصولي مرشح للإنتخابات المقبلة !!!
أنظروا اليهم !!! استمعوا الى أحاديثهم … راقبوا تحركاتهم و أحزابهم الناشئة … إن أمعنتم النظر قليلاً ستجدون "الهاً " صغيراً كآلهة الأحزاب القديمة أو أقله ستجدون مجموعة صغيرة هي الأساس تحرك الجميع و تستغلهم لأهدافها الخاصة و الشخصية .
كيف لمواطن أن يصدق هؤلاء و يقتنع بهم ؟؟؟ هل يعتقدون أنهم اذكياء جداً ؟؟ أم يراهنوان على البسطاء ليتسلقوا درج السلطة على حسابهم ؟؟؟
يقدمون انفسهم بديلاً للأحزاب القائمة و يصوبون على نقطة ضعف تلك الأحزاب و يدّعون أنهم آتون لينشأوا احزاباً ديمقراطية حقيقية تكون بديلاً لها فما الذي نراه عندهم ؟؟؟
في كل حركة او حزب ناشئ من هؤلاء هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص بعيدة عن الأضواء هي من تدير كل شيء و تتحكم بكل الأمور من التوجه السياسي الى المال الى الإشراف على الانتخابات الداخلية (الصورية بالنهاية لأن القرار الحقيقي ليس عند الفائزين ) الى اختيار مرشحي هذا الحزب المستجد للإنتخابات و كل شيء !!!
بماذا يختلف هؤلاء عن حزب الشخص ؟؟ يختلفون بأمر واحد فقط … هم حزب الأشخاص الآلهة بدل الشخص الإله و لا شيء آخر …
هم متزلفون متسلقون وصوليون يستغلون آلام الناس ليبنوا حيثياتهم الخاصة في هذا الظرف الصعب …
يضحكون على بعض الأطفال فيقنعوهم بشعارات براقة جميلة ستظل شعارات بنهاية المطاف ليبنوا على ظهورهم امبراطوريات جديدة للسلطة و المال إن نجحوا بالوصول !!!
إحذروا هؤلاء كي لا تكرروا أخطاء الماضي القاتلة و كي لا نذهب الى انهيار أكبر بكثير من الإنهيار الحاصل .
انتم لم تختبروهم في السلطة و الإشارات التي تصدر عنهم تنبئ بما سيكونون عليه فلا تنتخبوهم لأن انتخابكم لهؤلاء خطيئة بحق انفسكم و مستقبل الأجيال .
انتخبوا من بينهم فقط من لديه ماضٍ واضح في النضال لا غبار عليه .
انتخبوا من مارسوا السياسة لفترات طويلة و في الأزمنة الصعبة و لم يتلوثوا بمال او سلطة أو فساد و هم موجودون …
بهذا فقط تتقذون ما تبقى من لبنان و بغيره سيكون الانتحار العظيم و تحل الكارثة الكبرى فاحذروا ….
