عناوين الموقع

Share
لبنان
حركة الاصلاح الناشئة في لبنان تواجه مسارا صعبا هذه عقباته !
الحرة - اسوشيتد برس
Thursday, April 21, 2022
أمضى رامي فنجه عامين متحديا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وأحيانا في محاولة تسلق الحوائط الأسمنتية المحيطة بمجلس النواب اللبناني خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة. إلا أن سيتمكن قريبا من الدخول من الباب الأمامي.

طبيب الأسنان القادم من مدينة طرابلس هو من بين 13 وافدا جديدا مستقلا فازوا بمقاعد في المجلس في انتخابات 15 مايو، ضمن حركة احتجاج تسعى إلى كسر هيمنة الأحزاب التقليدية منذ امد طويل.

وأعاد الأداء القوي غير المتوقع في الانتخابات لنشطاء المجتمع المدني بعض الأمل للبنانيين المحبطين بأن التغيير في بلادهم من الممكن ان يتحقق.

لكن حركة الإصلاح الناشئة متشرذمة، وتواجه تحديات هائلة في محاربة النخبة الحاكمة.

ويشعر كثيرون بالقلق من أن مجلس النواب القادم سيؤدي إلى تفاقم الاستقطاب والشلل، في وقت تتعامل فيه البلاد مع أحد أسوأ حالات الانهيار الاقتصادي في التاريخ. وحدث التعثر بسبب الانقسامات بين الحرس القديم والقادمين الجدد، وكذلك بين مؤيدي ومعارضي حركة حزب الله النافذة.

في الفترة التي سبقت الانتخابات ظهر مرشحو الحركة الاحتجاجية التي تشكلت في أكتوبر 2019 على قوائم متنافسة.

بشكل عام يتشاركون أن قبضة أمراء الحرب من حقبة الحرب الأهلية والعائلات السياسية القائمة على الطائفية، على السلطة منذ عقود هي السبب الأساسي وراء تفشي الفساد وسوء الإدارة وغياب الخدمات والمساءلة التي دفعت البلاد إلى الخراب.

لكن بشأن التفاصيل نجدهم ينقسمون حول كل القضايا تقريبا: من نهج الإصلاح الاقتصادي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي المنهار، إلى آرائهم بشأن أسلحة حزب الله وما إذا كان ينبغي منح أولوية لنزع سلاح الحركة المدعومة من إيران.

وتمكنهم من اختراق الطبقة الحاكمة ومجلس النواب لم يكن أمرا سهلا، لأن القانون الانتخابي مصمم لطبقة حاكمة تتمتع بسلطة هائلة.

ومثلت نتيجة الانتخابات انتكاسة لحزب الله، الذي فقد - مع حلفائه- الأغلبية في المجلس المؤلف من 128 مقعدا، رغم أنه لا يزال يشكل الكتلة الأكبر.

وقال فينجه (57 عاما) لوكالة أسوشيتدبرس في منزله بطرابلس هذا الأسبوع: "هذا هو أول إنجاز للثورة لأننا تمكنا من الدخول".

وأضاف: "ومن داخل المجلس سنعمل بكل قوة وشجاعة لتفكيك الطبقة الحاكمة الفاسدة، والتي لابد لها أن تسقط مهما طال الزمن".

وتعرض فينجه، مثل زملائه في الحركة الاحتجاجية، لجميع أنواع الضغط والترهيب في العامين الماضيين. وهو يتذكر بفخر الاحتجاجات الحاشدة في طرابلس وبيروت التي ملأت الساحات وبدأت نهاية عام 2019، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا في كثير من الأحيان تسلق الحواجز الأمنية المحيطة بمجلس النواب.

في فبراير شباط 2021، استدعته جهات أمنية لاستجوابه بشأن مطبخ مؤقت أقامه في طرابلس لتوزيع الطعام على المتظاهرين والمحتاجين، أسماه مطبخ الثورة.

"بداية جديدة"
المستقلون الذين فازوا بمقاعد هم مجموعة متنوعة من الأطباء والمعلمين وأساتذة الجامعات والمهنيين والنشطاء من جميع أنحاء لبنان ومن مختلف الطوائف الدينية.

من بينهم فراس حمدان، المحامي والناشط البالغ من العمر 35 عاما، والذي أصيب في صدره برصاصة مطاطية أطلقتها شرطة مجلس النواب خلال مظاهرة.

وهناك أيضا إلياس جرادة، جراح العيون الذي فاز بمقعد شغله سياسي موالي لسوريا لمدة 30 عاما.  وأيضا نجاة عون، أستاذة الكيمياء والناشطة البيئية، وهي واحدة من أربع نساء مستقلات فزن، مما رفع عدد النساء في المجلس من ست إلى ثماني.

ويقول الوافدون الجدد إنهم يخططون لتشكيل كتلة موحدة لتعزيز نفوذهم في المجلس، لكن ذلك لن يكون بالأمر اليسير، بالنظر الى ما يواجهونه.

وكتب بلال صعب، الزميل الأول والمدير المؤسس لبرنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط، في تحليل "مجرد وجودهم في المجلس النيابي يمثل بداية جيدة، لكن التحدي الآن هو تنظيم وتنفيذ البرنامج".

وأضاف صعب: "من الواضح أن هذا سيكون صعبا للغاية بالنظر إلى النفوذ الكبير الذي يتمتع به حزب الله وحلفاؤه، وسيظهر السباق الرئاسي المقبل في أكتوبر تشرين اول التأثير المباشر لهذه الانتخابات البرلمانية".

الاختبار الأول
سيكون الاختبار الأول في الجلسة الأولى للمجلس المتوقع أن تعقد في الأيام المقبلة، عندما يتعين على النواب انتخاب رئيس للمجلس.

وأعلن القيادي الشيعي، نبيه بري، 84 عاما، الترشح لولاية سابعة.  وينظر الكثيرون إلى الزعيم النافذ لميليشيا أمل الشيعية على أنه الأب الروحي للنظام السياسي اللبناني القائم على الطائفية والذي تهيمن عليه النخبة.

وقال أعضاء مستقلون وبعض الأحزاب المسيحية في المجلس إنهم لن يصوتوا له، مخاطرين بإعادة انتخابه بأغلبية أقل بكثير من المعتاد.

ويتوقع البعض أن بري قد لا يدعو لانعقاد الجلسة الافتتاحية، قبل 6 يونيو، إذا لم يكن واثقا من العدد المطلوب من الأصوات التي سيحصل عليها.

وقال المهندس إبراهيم منيمنة (46 عاما) للأسوشيتدبرس "بالنسبة لنا، من الواضح أننا لن ننتخب أي رمز للطبقة الحاكمة، بما في ذلك الرئيس ( رئيس البرلمان) بري". إلا أنه اعترف بأنه لا يزال يتعين عليهم تطوير مسار بديل واضح.

سيكون الاختبار الأكبر هو تشكيل حكومة يمكنها كسب ثقة مجلس التواب بشأن القضايا الرئيسية مثل خطة التعافي الاقتصادي، والانتهاء من الاتفاق على حزمة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي، واستئناف التحقيق في انفجار 2020 في ميناء بيروت، والتعامل مع محافظ البنك المركزي، الذي يخضع للتحقيق محليًا وفي عدة دول أوروبية بتهمة غسل الأموال والاختلاس.

كما سيتعين على المجلس الجديد انتخاب رئيس جديد للبلاد عندما تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون، الممتدة لست سنوات، في 31 اكتوبر ، دون خليفة واضح.

ويخشى المحللون من أن عدم القدرة على الاتفاق على اسلوب تناول هذه القضايا سيؤدي إلى شلل طويل الأمد مع عواقب اقتصادية واجتماعية كارثية.

وعبر ديفيد هيل، وكيل وزارة الخارجية الأميركية السابق للشؤون السياسية والسفير السابق في لبنان، عن وجهة نظر قاتمة في تعليق لمركز ويلسون بعنوان "الانتخابات اللبنانية لا تقدم الإنقاذ".

وكتب يقول "من الصعب إدخال مستقلين في نظام يفضل قوائم ثابتة، خاصة إن لم يشكل المستقلون تكتلات وائتلافات خاصة بهم، وهو ما فشلوا فيه حتى الآن".

وقال منيمنة إن الأحزاب التقليدية لديها العديد من أدوات الضغط والعرقلة، وإن أقوى أداة يستخدمها المستقلون هي محاولة الحشد في الشارع، مضيفا "أعتقد أن هذا هو أصعب شيء اليوم لأنه لا يوجد توازن بيننا وبينهم".

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top